فن الحديد في مجال العمارة
صفحة 1 من اصل 1
فن الحديد في مجال العمارة
بعد أن تدارسنا في التمهيد المبادئ الأساسية للتصميم وأسبابه، تدارسنا كل
ما يتصل بالخامات المعدنية والعمليات والقواعد الهندسية والفنية وتطبيقاتها
في كل من مجالي فن المعادن وفن الحديد، ثم تدارسنا في الجزء الثاني أهم ما
يعنينا في مجال فن المعادن عن المعدات والعمليات وتأثيرها في تصميم إشغال
المعادن، يهمنا في هذا الجزء إن نتدارس منتجات فن الحديد بين الدراسة
والتحليل .
وفن الحديد كما نعلم يدخل بطريقة طبيعية في المنشات المعمارية بدرجة
تبارى فيها المصممون وأنتجوا أعمالا لها قيم فنية رفيعة، اهتم بها العلماء
في أوروبا بدرجة جعلتهم يفردون للحديد موسوعة اثبت فيها أروع هذه الأعمال
القيمة التي تعتبر مرجعا أصيلا يرجع إليه المتطلعون لمعرفة أصول هذا الفن
بدا من القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن الثامن عشر ، ومنذ منتصف القرن
الثامن عشر وحتى ألان كان لهذا الفن شانا كبير في أوروبا أيضا، يجدر
دراسته، والاهتمام به بينما لم يكن له في مصر أي شان، ولهذا فقد أنشأت
الدولة في كلية الفنون التطبيقية في عام 1929 قسما لتعليم هذا الفن... ولما
ظهرت في هذه الحقبة ثمرة الدراسة فيه، كان الامر يقتضي وجود مرجع مصري
يسجل هذا التقدم ليفيد منه كل الراغبين للعمل في مجالاته المتعددة.
من هنا تقدم المؤلفان لكتاب: "أساسيات التصميم"وهما: ( د. محمد محمود يوسف و محمد وجيه عاشور)
بتجميع نماذج من الأعمال الفنية الجديدة ذات الثراء الفكري والبناء
المصري الصميم واغلبها من عملهم ثم وضعاها في دراسة تصميمية نقدية مع بعض
أعمال من الموسوعة المذكورة وأعمال من كتاب فرنسي عن الحدادة اليوم
"effronteries d,aujour d,hui" بأجزائه الثلاثة ..
والسبب في تجميع هذه الأعمال من هذه المصادر على النحو المشار إليه في
هذا الجزء من الكتاب هو أن تكون سبيلا للاستفادة منها وكذا من المقارنة
بينها بالإضافة إلى متابعة التطور في فن الحديد، هذا ولسوف تكون نقطة البدء
هنا التعرض لأمثلة من وحدات تكوينية أولا ثم أعمال للمؤلفين بالإضافة إلى
أعمال من كتاب الحدادة ألان وغيرها من أهم ما ورد في الموسوعة المشار
إليها.
وفيما يلي بيان ذلك:
1 – الوحدات التكوينية:
لقد ورد في الجزء الأول من الكتاب الكثير عن أسس التصميم عامة وورد في
الجزء الثاني الكثير عن أساسيات فن المعادن خاصة، إلا إننا هنا نتعرض
لأساسيات تصميم فن الحديد خاصة وذلك من حيث الشكل والتقنية، وعلاقة ذلك
بالمنتج المعدني، والمنتج الحديدي بما يفيد المصمم في العملية التصميمية
ويضيف للقارئ معلومات جديدة .
أن المنتج الحديد يتطلب وبالذات في مجال العمارة استخدام وحدة فنية تتكرر في الباب، والنافذة، والحاجز وخلافه..
ويكون لتكرارها دائما مظهر شبه شبكي ينفذ منه الضوء داخل المبنى..
ولان المبادئ العامة تستخدم هذه الوحدات بكثرة وبصورة غير موحدة حتى
يكون لقاطنيها الفرصة لتحقيق ذاتيتهم في الاختلاف والتميز..، لذا يكون من
الأفضل توفيرها في صور متنوعة .
والوحدات المعروضة في اللوحة (38) تعد فيها الأشكال من 1: 6 محققة
للغرض.. وتقوم فكرتها على الإفادة من مبدأ تقني بسيط يسمح بابتداع عدة
أفكار تصلح لتكوين الوحدة.. ويتلخص هذا المبدأ التقني في شق قطعة من الحديد
المستطيل (الخوصة – وطولها 15 سم) المنوه عنه في جدول الحديد (المبين في
الجزء الأول من الكتاب) من جهة نهايتها إلى ثلاثة شرائح (أفرع) يثنى كل
اثنين من الثلاثة عدا الوسطى ثنيات تنوع وفق الإنشاء الزخرفي المناسب،
وبالحصول على قطعتين وشقهما بالمثل بعد تثبيتهما في بعضهما بمسمار البرشام
(الغاطس)، بحيث يكون وضع القطعتين بعد "الخلخلة" – للتعشيق نصف على نصف –
متراكبين فوق بعضهما قبل البرشمة، عندئذ نحصل على الوحدة أو الوحدات الأخرى
الكثيرة التي يمكن إخراجها بتطبيق نفس المبدأ التقني البسيط.
وبعد الحصول على عدة تصميمات وليكن منها ما يماثل التصميمات الستة
المبينة في اللوحة المذكورة نحصل على تصميمات تختلف كل منها عن الأخرى في
الشكل رغم تطبيق نفس المبدأ التقني عليهم جميعا .
وإذا أخذنا أية وحدة من الوحدات وكررناها كما هي طوليا أو عرضيا أو
مائلا في فراغ الباب أو النافذة أو الحاجز نحصل على شكل فني شبكي لطيف،
ومثل ذلك يتم إذا أخذنا وحدتين منها وكررناهما بالتبادل في أي فراغ معماري
مطلوب أن يكون شبكي (منفذ للضوء).. وهكذا يمكن عن طريق هذا التكوين
وتنوعاته ومضاعفاته الحصول على هيئة شكلية أكثر ثراء من الناحية الفكرية
والتعددية...
وفي اللوحة (39) ثلاث وحدات وضعت على خط هندسي لمثلث وهمي، فأمكن إيجاد
تكوين هيئة أخرى تختلف فيها كل وحدة عن أصلها الذي تقوم بذاتها فيه،
وبالمثل يمكن أن تكون الثلاث وحدات من نوع واحد أو من نوعين كما في اللوحة،
أو يكون لها نوع مختلف، وبمثل ذلك يمكن استخدام وحدة واحدة على خط هندسي
كمسدس كما في اللوحة (40) مع إضافة واحدة لشغل المركز، وبالمثل يمكن الحصول
على تنوع اكبر، إذا وضعنا في المركز وحدة أخرى من أي نوع أو مسدس فعلي...
كل ذلك يمكن تطبيقه على الأشكال الهندسية الأخرى المتعددة كالمخمس والمسبع
والمثمن وذو التسعة أو العشرة أضلاع - الواردة في الجزء الأول – وغيرها،
وكل ما ينقص استخدام هذا التصميم المتعدد الأغراض والأشكال هو عملية
التجميع بواسطة الرباط أو بأحد أنواع اللحام المناسبة – المذكورة في اللوحة
(3) من الجزء الأول – ثم يعد ذلك وصلها بقطع إضافية أو تعديل في أطوال
الأجزاء المشقوقة كما في للوحة (40) على سبيل المثال..
2 – حشوات وحواجز وبوابات:
أ – الحشوات:
بعد ما أوردناه في الوحدات التكوينية عن صلاحية استخدامها في شغل فراغ
أبواب ونوافذ فتحات معمارية تتسم جميعها بالبساطة والتكرارية والتوازن بين
عناصرها ذات الأصل الهندسي، كان الامر يتطلب دراسة نوع أخر من الحشوات
الفنية أيضا تلك التي تستخدم لا لشغل فراغات معمارية فقط، بل في مجالات
الحشوات والحواجز والقواطيع والأبواب أو في الديكور الحديد، ومن أمثلة ذلك
التي باللوحة (41) والأخرى التي باللوحة (42) من أسفل.
والحشوة الأولى:
تصميم فرنسي وتظهر فيها أعواد الحديد الملفوف (المبروم) المبين بجدول
الحديد بالجزء الأول – لوحة (1) ثم يشكل في صورة عدة أحبال تثنى في مواضع
عدة منها حسب تصميم خاص يعد بطريقة الحبال. والتصميم يهتم بتحقيق التوازن
بين الأشكال والفراغات، وتظهر فيه قاعدة التصميم على أساس تبادل الشكل مع
الأرضية، حيث يرى الشكل مرة والأرضية – كشكل – مرة أخرى حسب تركيز رؤيتنا
على عناصر الشكل، وقد وضع المصمم فكرة استخدام أشكال اسماك عددها خمسة
موزعة في الفراغ بتعادل كبير.. وتظهر في أوضاعها ومساراتها قاعدة التنوع مع
التوازن في الشكل.
وقد ظهرت الأسماك وكأنها تبتلع الحبال أو الأعواد الحديدية، وتخرج هذه الأعواد من ذيلها..
وخروج الأعواد من فم الأسماك يذكرنا بعملية الصيد وما يحدث فيها حين
تبتلع الأسماك الطعم وتنجذب نحو الصياد، وتذكرنا الدوائر التسع الموجودة في
التصميم بالتثني الذي يحدث في أحبال الصيد بين الحين والأخر – تلك الدوائر
التي صاغها المصمم أيضا في تنظيم يخضع لمبدأ التوازن بينها وبين الأرضية،
وللتوازن بينها وبين بعضها البعض، بالإضافة إلى التوازن الظاهر بينها وبين
الأسماك وكذا فراغات الأرضية.. كل ذلك وكثير غيره يفيد أن الحشوة قد ظهرت
في ثوب تجريدي رفيع، وعلى درجة من الطبيعة التصويرية المحببة الباعثة على
الشهية.. أي أنها جمعت بين التصويرية والتجريدية في وقت واحد.
والحشوة الثانية:
تصميم فرنسي أيضا وهو لحاجز بلكون وفيه قسم المصمم الفراغ إلى قسمين
صغيرين في الجانبين مع ترك باقي الفراغ في الوسط، وتضمن العناصر الزخرفية
في القسمين الجانبيين أغصانا نباتية مشكلة بالطرق في الوسط، ثم بالطرق
واللحام للأغصان الرقيقة الأغصان الجانبية.. وواضح في التصميم قيمة استخدام
الوحدة وتكراراتها المتراصة فوق بعضها والمتماثلة في الجوانب، كأساس
للتكوين، ووضع الشكل فوق الأرضية وليس بالتبادل بينها كما هو الحال في
التصميم السابق.
أما القسم الأوسط
فقد تضمن عنصرين كبيرين يتماثلان تماما في الوسط، كصورة في المرآة، والجزء
الأوسط – مركز التماثل – أشبه بخط خارجي لفسقية مياه أو زهرية لها رقبة
طويلة وجسم ممتلئ ويحوي وردة ذات ثمانية بتلات تحيط بها أربعة أفرع دقيقة
تتشكل تقنيا من حرف أل C الإنجليزي وفرعين آخرين في الوسط وهما دقيقين
كذلك.. والجسم الممتلئ يحيط به في هيئة أشبه بالعقد الذي يتدرج من الصغر
إلى الوسط إلى الكبر عند نهاية هذا الجسم.
الغصن الأوسط من المجموعة فهو يشبه الغصن الأوسط المشكل باللحام ثم
بالطرق بمثل ما يتوسط القسمين الجانبيين السابق ذكريهما، وهناك جزء أسفل
هذه الزهرية الافتراضية يشبه كرسي خاص لها يميل يمينا وشمالا في رقة ودقة،
وسمنة حول بقية الغصن الأوسط السابق الكلام عنه، ثم يعود الحلزون المنشئ
للكرسي المزعوم إلى التثني في عكس لاتجاه كأنه حرف S الإنجليزي ويتفرع منه
في التثني فرعان دقيقان احدهما صغير يلتوي إلى داخل الحرف والأخر كبير
يلتوي من الاتجاه المضاد, وفي مركز نصف هذا الحرف العلوي يوجد ما يشبه
"كوز" نبات الذرة بأغصانه "الملوية"، هذا ويخرج من نهاية عقدة هذا الحرف في
الاتجاه المضاد جزء به ورقتين نباتيتين يقف الأخير منهما شامخا في موضع
هام على جانبي ما يشبه الزهرية، وفي النهاية وعند جانبي هذا التصميم هناك
حلزون كبير على هيئة حرف S كبير مع الانحناء من أسفل ، وصغير من أعلى ،
وينتهي الحلزون من أسفل عند شكله الكروي بغصن حرف S أيضا ولكنه أكثر
انتظاما ويحمل ورقة نبات كبيرة بفرعين دقيقين في بدايتها وينتهي الحلزون
الكبير والصغير – حرفا S من أعلى – بحلزونين على هيئة حرف C المختلفي
الحجم ويجلسان على قمة الحلزون حرف S الأصغر ، المزود بورقة النبات
الكبيرة .. والمستفاد من هذا التصميم فوق ما ذكر انه حقق من المبادئ
التصميمية التباين الخطي بشكل ملحوظ ، والدقة ، والأناقة ، والتنغيم الشكلي
بالإضافة إلى التنوع النسبي ، والتوازن بين عناصر الأشكال وبعضها وبين
فراغات الأرضية وبعضها ، وأخيرا تناسبت في التصميم العناصر النباتية مع
الحلزونات المتنوعة في الشكل والوظيفة ، كما توازنت العلاقات بشكل حقق
الوحدة الكلية في الهيئة المصممة .
ب – حواجز فاصلة وبوابات وأبواب :
من التصميمين المبينين باللوحتين (41 ، 42) أيضا يظهر تصميمين من الشغل الفرنسي أيضا .
التصميم الأول :
ترتبط فيه الفكرة الخاصة بانتشار الأحبال السابق ذكرها في دراسة تحليلية
وافية ، لأنها هنا تحمل الطيور بدلا من الأسماك ، كما تضمنت تنغيما متباينا
في تخانات الخطوط ، ذلك الذي لا يتم إلا بطرق الحديد على الساخن ..
والملاحظ هنا إن الطيور قد تنوعت أشكالها كما تباينت أوضاعها وموضعها بدرجة
ما، وبدلا من الدوائر المستخدمة في التصميم السابق وضعت فيها نجمة في
مواضع تلاقي الأحبال، وهذه أيضا ترتبط بمبدأ التنوع الذي لا يخل بمبدأ
التوازن ولا يفقد الشكل علاقاته "العنصرية" ووحدته.. وعلى الرغم من تصويرية
هذا التصميم كسابقة وعلى الرغم من تجريدية عنصره ألأساسي (الاحبال التي
تمثلها أعواد الحديد) فقد أنشئت أشكالا دورانية قد لا تسر الكثيرين، وهذا
امر قد يكون على المصمم أن يضعه في الاعتبار من اجل إرضاء الكثيرين.
إما التصميم الثاني
بأعلى اللوحة (42) فانه يتضمن خلايا هندسية متراصة إلى جانب بعضها في
بعدد ثلاثة في كل "ضلفة" ويتميز هذا التصميم بهندسية التنظيم والتنفيذ
بالسباكة لكل عناصر الشكل النباتي المجرد والنجوم والحلايا التي توسطه وتلك
التي توجد على مسافة بأعلى وأسفل خط الوسط ، ويلاحظ أن جميع عناصر الشكل
على اختلاف أعدادها وأشكالها قد جمعت مع بعضها وفي الأعواد الرئيسية
وبوسيلة مسامير البرشام الغير ظاهر ، ويتميز هذا التصميم أيضا بالرقة
والنظافة والتنوع وتمثيل الطابع الهندسي الرقيق.
3 - أبواب أرمة وكريتال :
أ – باب داخلي :
من الشغل الفرنسي أيضا باب مبين في اللوحة (43) وقد وضع المصمم فكرته بشغل
فراغ ضلفتي الباب بحلية مكونة من الاحبال السابق استعمالها في اللوحة (41)
لكل من الحشوة الزخرفية والحاجز.. وقد اتخذت الاحبال هنا صورة تنغيمات خطية
تغيرت فيها التخانات كالسابق..
ويتميز التصميم بعدم إضافة أي عناصر أخرى أو اسماك أو طيور، ولكن أضيفت
إليه بعض لهجات (حلزونات) دقيقة لها كيان دقيق ضعيف التأثير، كما تتميز
بالسيطرة على توزيع الاحبال توزيعا أكثر توازنا وأعمق في الدراسة بدرجة
اكبر من سابقه، ومن ثم ظهر أكثر إقناعا أيضا.
ب – بوابة ونافذة أرمة:
يبدو إن المصمم قد تصور في التصميم المبين في اللوحة (44) أن يضع إشغال
الحديد إما مسؤولية قومية بأن يجعله ينحو ناحية المصرية الإسلامية، ولعل
السبب في ذلك يرجع للاعتقاد بعدم إمكانية تحقيق ذلك، أو للصعوبة في
الأداء..
وقد استخدم في التصميم عناصر زهرة اللوتس بصفة أساسية في تكرارات
تنغيمات منوعة تحدها في السور خطوطا نصف دائرية جعلتها تبدو كأنها صور
منبثقة من تموجاتها أو كأنها تنمو منها، بينما صممت في البوابة متراصة في
إطار أفقي مستقيم لهدف جمالي ووظيفي واحد.
وحتى لا يكون استغلال زهرة اللوتس فيه محاكاة للأصل فقد أعيدت صياغتها
في صورة جديدة تسم بالبساطة والنظافة والدقة والية التنفيذ الكمي.. وهذه
السمات جعلتها تنحو ناحية التجديد والابتكار، وتتلاءم مع مقتضيات العصر
ومفاهيمه.. وجاءت في النهاية على مستوى عوامل الدقة والبساطة والنظافة
والتنفيذ الكمي الذي صممت على أساسه ، مما يفيد إن المصمم قد بذل جهدا في
تصميم الأساليب التقنية المناسبة لإخراج التصميم العام كما خطط له ، خصوصا
وان العمال العاملين في هذا الحقل قد ضعفت خبرتهم عما كانوا عليه مما دعا
إلى بعض الاختصارات التي تبدو واضحة على ألا تؤثر في أساسيات التصميم بحيث
يقبل ارضاء أكثر من غرض وظيفي يتلاءم مع الظروف الاقتصادية التي يمر بها
الناس وقت إنشاء هذه البوابة في مدينة نصر عام 1983على ألا تثر أي اختصارات
في القيمة الجمالية للتصميم.
ولاشك إن تصميم وحدات إضاءة لتوضع فوق الأعمدة المجاورة لهذه البوابة
يتطلب مراعاة توفير العلاقة السليمة جماليا – زخرفيا – بينها وبين تصميم
البوابة وكذا السور سواء في الرسم التخطيطي الذي يوضع للتصميم ككل، أو في
أية تعديلات تطرأ عليه. ويتطلب التصميم أيضا أن يكون خاضعا للتوافق
والتناسب الجيد مع تصميم الأعمدة التي تعتليها هذه الحواجز، وكذا مع تصميم
لعناصر الأخرى بالبوابة.
ج – بوابة وأبواب داخلية (أرمة وكريتال)
إن الأعمال المذكورة هي المبينة في اللوحات (45، 46، 47، 48) (3، 4) قد
أخذت قطاعاتها (الأرمة) والكريتال من المراجع المبينة في التذييل، غير أن
الزخارف الكروكية، والاضافات الأخرى الفنية الزخرفية من إعداد المؤلفين
بحيث تظل القطاعات واضحة تماما فائدتها .
وفيما يلي البيانات التحليلية لكل منها على التوالي:
وقطاع الكريتال هو الأحدث استخداما عن الأرمة وهو المبين بالشكل 2 من
جداول الحديد المشار اليها .. وهو اخف وزنا عن سابقه ، ولذا فيعامل تجاريا
بالمتر المسطح بالنسبة للباب أو النافذة وليس بالكيلوجرام كما هو الحال مع
سابقه ، نظرا لأنه اخف وزنا منه واكثر تعقيدا عنه وبخاصة انه الاحدث
استعمالا في مصر.
أما عن تعقيداته الإنشائية فحلولها أصبحت ميسورة ويمكن التغلب عليها
بإتباع بيانات الجدول رقم 3 الوارد بالجزء الأول من هذا الكتاب، وبالإطلاع
عليها ومقارنتها بالقطاعات المثبتة باللوحتين 47، 48 يلاحظ أنها تطبيق لما
ورد بالجدول من قواعد ونظم.
أما الشمعدان المبين في اللوحة 68 على اليسار فهو يمثل ثمانية شمعات،
مركبة على ثمانية فروع مستديرة القطاع، تلك التي يتفرع منها حرف S على
مسافة من عمود يعلو قرص القاعدة، والشمعدان يمكن الدوران حوله مثل الأول،
ويتميز بان قاعدته المستديرة تجعله أكثر اتزانا وثباتا من الأول..
وهذا الشمعدان الأخير يتميز عن السابقين كليهما في صلاحيته للتحول ليعمل
بالكهرباء بدلا من الشمع إذا ما نفذت أعضاءه وكذا الساق بالمواسير، كما
يمكن تنفيذ الساق بالخراطة والثقب لإمكان مرور سلك الكهرباء بداخله.
4 – حوامل مصابيح:
في اللوحتين 69 و70 حوامل مصابيح توضع على المناضد أو الكومودينو
والأولان باللوحة 69 يستخدم فيهما الاباجورة الورقية أو الحريرية، وقد صممت
القاعدة البرونزية المسبوكة على اتصال بالساق، ويمكن تركيب مفتاح الإضاءة
(الزر) في القاعدة، في حين صممت الثانية بطريقة يرتكز فيها الحامل على
ثلاثة أرجل، ولذلك لا يمكن تركيب مفتاح إضاءة فيها، والأول هو الأكثر ثباتا
من الثاني كما انه الأكثر لياقة للإنتاج الكمي من الأخر؛ وذلك لأن عملية
السباكة من العمليات الكمية في حين إن الأخرى التي تحتاج إلى عمل كل جزء من
أجزاء وحدة الحامل باليد تعتبر في المقابل مناسبة للعمل بالقطعة الذي يكون
في الغالب أعلى في السعر لكثرة التكلفة، فهو من ناحية اقل وظيفية ومن
ناحية أخرى أكثر تكلفة ويفضل عليه الأول من هذه النواحي.
والآخران المبينان في اللوحة 70 فكلاهما له غطاء يناسبه، الأول له غطاء
(طربوش) مستدير يغطي فروع الإضاءة الثلاث، كما له قاعدة مستديرة وقطعة
مخروطة تفرع منها لأفرع الثلاثة، والوسطى التي تحمل الغطاء بتركيبة خاصة
وتحمل الحامل الأصلي في وقت واحد.. وجميع فروع المصابيح مصنوعة من المواسير
ويستوي في ذلك إن تكون من النحاس الأصفر أو الحديد، كما أن الحامل من
النوع الذي يرتبط تصميمه بزخرفة شكلية من نوع يختلف عن الحلية التقليدية،
إلا أنها هنا ناشئة من بنائية الشكل ووظيفيته، أما الحامل الثاني الذي يحمل
فرع إضاءة واحد فيحمل غطاءا زجاجيا ذو "شنبر" من أعلى وآخر من أسفل كلاهما
يركب فيه الزجاج إلا أن الأسفل يركب فيه وحدات الإضاءة، والقاعدة في هذا
الحامل مربعة مرتبط بها قاعدة أخرى مستديرة مخرزة "Fluted"، وساق به أوراق
سنابل تحتضن ماسورة السك الكهربائي، وتنفيذ هذا التصميم يتطلب إن تكون
أجزاء منه مسبوكة وأخرى مشكلة باليد، ومثقل هذا العمل من شانه إن يزيد من
التكلفة بقدر الفرق بين العمل الإنتاجي وبين العمل اليدوي ومن هنا تزيد
تكلفته، كما انه يبدو أكثر تصويرية وزخرفية أكثر من الأول ولا يبشر
بالانتشار والرواج، ذلك لأنه اقرب إلى فن الخاصة منه إلى فن العامة.
أ – حوامل مصابيح حائطية:
المبين في اللوحتين 71، 72 خمسة مصابيح حائطية لكل منها تصميم خاص
فالأول - الأيمن – من ص 71 يحمل إلى جانب الطبق ذو الكرانيش الذي يبرز عن
الحائط فرعا من الحديد المستطيل (الخوصة) مشكل على صورة حرف U الإفرنجي
ليحمل في طرفيه الغصن الحامل لغطاء المصباح الاسطواني، وتلتف كل نهاية من
نهايتي الفرع حول الساق المستدير الذي يحمل وعاء دواية المصباح المحرز
بطريقة يمثل فيها قبضة اليدين تقبض على عود مستدير غير أنها هنا مضلعة لكي
ترتبط بشكل قطاع الحديد المستطيل من ناحية الشكل وتربطه بها كذلك من ناحية
الحداثة التصميمية، التي تشير بربط الشيء بما يجاوره، بمعنى تحقيق وحدة
العلاقة التركيبية.. ويتدلى من الساق الجزء المخروطي الذي ينتهي بكرة
صغيرة، وهما مستديران ومن هنا يحتمان إن يكون الساق مستديرا ليتوافق معهما
إذ لو كان مربعا لأدى ذلك إلى إن يفقد الشكل وحدته العلاقية والتركيبية
التابعة.
إما حامل المصابيح الذي يجاوره فقد استغنى فيه المصمم عن الطبق المستخدم في
السابق، واستبدله بنجمة مضلعة ذات ثمان إشعاعات وجزء كروي في المركز، يخرج
منه فرعان مصنوعان في الماسورة ليدخل منه السلك الموصل لتيار الكهرباء...
وهذا الفرعان إما إن يكونا ملتفان حول الشعلتين الحاملتان للشكل المخروطي
المؤدي للزهرة المقفلة المؤدية لجهاز الإضاءة، وفي هذه الحالة يمكنهما أن
يوصلا السلك الكهربائي للجسم المخروطي عن طريق ثقب "سحري" غير واضح في
الصورة أو عن طريق ثقب سحري آخر يبعد عن الحلقتين الكائنتين في الثلث
الأخير للجسم المخروطي، ومفاد ذلك إن تغذية النجمة للجسم المخروطي تشكل
مشكلة تنفيذية للمصمم غير واضح حلها، وقد يكون حامل المصباح كله لا يوظف
إلا بالشمع لا بالكهرباء، وعلى العموم فهذه مشكلة تطلب من المصمم صاحب
الفكرة حلها... وهنا يجدر التنويه أن التصميم في الحقيقة وببساطة شديدة ما
هو إلا حل لمشاكل تعرض لنا أو نبحث عنا، وإذا ما وجدناها وعملنا على الحل
التمثل لها كان الناتج تصميما ومن النوع الجيد.
أما المصابيح الثلاثة الأخرى الحائطية باللوحة 72 فهم صالحون تماما
للتغذية الكهربائية، ومعدون كذلك للتركيب في الحائط، والأيسر منهم معد
للتحرك في اتجاه الحائط أو ينأى عنها عن طريق مجرى يتحرك فيها ساق مجموعة
التغذية الكهربائية، وهذا الحامل بالذات به كشاف مخروطي يعمل على إطفاء
المصباح الكهربائي، الأمر الذي يحققه الحاملان الآخران، ذاك لاتهما يشعان
الضوء بطريقتين مختلفتين الأول في هذا ابسط من الثاني وأكثر منه أناقة
ورقة، حيث ضم كل عنصر في التصميم كجزء له شخصيته الخاصة، وفي نفس الوقت على
علاقة جيدة بالعنصر الآخر، ومن ثم يظهر الكل العام في ثوب يفتقد الوحدة
التكوينية، وليس لهذا التفكك أو الاختلاف أي سبب واضح حتى ولو كان وظيفيا.
وقد يلجا بعض المصممين للمنتج الصناعي في بعض الحالات التي تؤدي بهم
إلى الذهاب بالشكل بعيدا عن جمالياته المألوفة، سعيا وراء التفرد والشهرة،
ولو أدى ذلك إلى زيادة التكلفة، وربما يكون هذا الحامل المصمم من النوع،
ولو صدقت هذه التفسيرات لكان الأمر يدعو إلى المزيد من الدراسة التصميمية
من اجل الحصول على هيئة شكلية مترابطة، وفي كل عام جيد، وفي تكاليف إنتاجها
مقبولة، ووظائفها تتناسب مع عوامل وعناصر إنتاجها تناسب تاما.
ب – حوامل إضاءة أرضية:
في اللوحتين 73، 74 حوامل إضاءة متنقلة إما في مداخل وحدائق المباني
السكنية أو العامة، أو ما يتنقل فوق أرضية الحجرات أو الصالات. وتفيد
الأولى في إضاءة المكان عامة، أما الثانية فلها وظائف أخرى غير ذلك وهي
أنها تفيد في القراءة بالنسبة للجالسين، وكلاهما يتراوح طوله بين 1.20
و1.70 مترا.. وقاعدة الارتفاع فوق ذلك إن تكون في أوضاع ومناسيب تيسر رؤية
الوحدات بوضوح، وفي صورة جيدة وجميلة، ويسهل استعمالها عن الإنارة والإطفاء
بغير مشقة، ويراعي المصمم إلى جانب ذلك إن تكون على علاقة شكلية لونية
وتكنيكية جيدة مع باقي الأثاثات التي تجاورها، وتمتد العلاقة فنيا لتشمل
باقي أثاثات وأماكن العالم المعماري الموجودة فيه.
وفي ظل هذه المبادئ سار المصمم فيما يشبه الأشجار المبينة في اللوحة
الأولى مضيفا إليها أبعادا تجريدية جديدة، وتتسم أيضا بالتجسيم في مناطق
القاعدة والإضاءة.. وشمل التجسيم القاعدة والجزء العلوي.. ويتألف كل عمود
من الأعمدة الثلاثة الموضوعة فوق قاعدة ضمتهم جميعا، الأشكال الثلاثة ذات
الثمانية أضلاع المفرغة من الداخل والتي روعي ترك فراغ فيها بين كل ضلع
وآخر ليشكل منطقة ظلال في ضوء النهار، ويشع أنوارا في الضوء الصناعي..
وقاعدة الأعمدة هذه قد صممت بحيث تضاء ليلا، وينتشر ضوءها في الفراغ عامة
حتى أنها تشمل الأعمدة أيضا.
ويلاحظ إن بدن الأعمدة ولو انه من اصل شبه هندسي خال من الزخرف إلا أن
مظهره المرئي - الملمس - منغم بطرقات دائرية غائرة حتى يتلاءم مع القاعدة
الزائدة الزخرف، مما يقلل من شدة صلابتها الهندسية.. وقد التزم المصمم
بالتلازم العضوي بين أجزاء العمود وأجزاء القاعدة وبين كل عمود وآخر، ومن
حيث التخطيط والتنظيم والنسب، باعتبار إن لكل جزء أهميته مثل باقي الأجزاء،
بدرجة لا يمكن الاستغناء عنه.. وقد يرى أن هناك تباين كبير في الخطوط
والتعبيرات التي يرجع تاريخها في نادي بنك مصر في إمبابة بالجيزة إلى
الخمسينيات كما قد يرى إلى أن جزء الصندوق الأسفل قد جاء غريبا لتجاوزه
الحدود المسموح بها حاليا من حيث النظر إلى الزخرفة بشيء من الريبة، إلا
انه قد يسمح بوجوده على أساس ارتباطه بمبنى النادي وقت إنشائه، ومن هنا لا
يكون هذا التصميم الآن مبشرا بالانتشار لكثرة الزخرف عما نبتغيه آنيا.
أما الحوامل الثلاثة الباقية المبينة في اللوحة 74 فهي جميعها متباينة
في خطوط القاعدة والسيقان وحوامل الاباجورات.. وكلها تحقق أغراضها الوظيفية
العملية إلى حد كبير، وجميعها تتوفر فيه الشكلية الخلاقة الجيدة، غير أنها
تباين في تأثيرات أعضاءها بالنسبة لأعضاء القاعدة ولبعض النهايات..
فالحامل الأوسط بقاعدته المثلثة يشبه الأيسر المثلث أيضا، ولئن جازت
القاعدة بالنسبة للحامل الأوسط لأنها مقيدة بالثلاث أباجورات العلوية فإنها
تكون دخيلة على الاباجورة الواحدة المستديرة الخاصة بالحامل الأيسر، كما
إن الساق الشبكي للأيسر غير متجانس مع الحامل الأيسر أيضا، والأعضاء
الثلاثة المحنية بالحامل الأوسط قد تكون عرضة للاحتكاك بمن يدور حوله خصوصا
وان نهايتيها حادتين والأيمن الذي يحظى بالإعجاب الأكبر لهيئته الانسيابية
من بدايته إلى منتهاه، قد يكون لأفضل بين الثلاثة، ومن هنا يكون هو الأكثر
إنتشارية ويحوز الرضا الأكبر.
المصدر بوابة نوكيا
ما يتصل بالخامات المعدنية والعمليات والقواعد الهندسية والفنية وتطبيقاتها
في كل من مجالي فن المعادن وفن الحديد، ثم تدارسنا في الجزء الثاني أهم ما
يعنينا في مجال فن المعادن عن المعدات والعمليات وتأثيرها في تصميم إشغال
المعادن، يهمنا في هذا الجزء إن نتدارس منتجات فن الحديد بين الدراسة
والتحليل .
وفن الحديد كما نعلم يدخل بطريقة طبيعية في المنشات المعمارية بدرجة
تبارى فيها المصممون وأنتجوا أعمالا لها قيم فنية رفيعة، اهتم بها العلماء
في أوروبا بدرجة جعلتهم يفردون للحديد موسوعة اثبت فيها أروع هذه الأعمال
القيمة التي تعتبر مرجعا أصيلا يرجع إليه المتطلعون لمعرفة أصول هذا الفن
بدا من القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن الثامن عشر ، ومنذ منتصف القرن
الثامن عشر وحتى ألان كان لهذا الفن شانا كبير في أوروبا أيضا، يجدر
دراسته، والاهتمام به بينما لم يكن له في مصر أي شان، ولهذا فقد أنشأت
الدولة في كلية الفنون التطبيقية في عام 1929 قسما لتعليم هذا الفن... ولما
ظهرت في هذه الحقبة ثمرة الدراسة فيه، كان الامر يقتضي وجود مرجع مصري
يسجل هذا التقدم ليفيد منه كل الراغبين للعمل في مجالاته المتعددة.
من هنا تقدم المؤلفان لكتاب: "أساسيات التصميم"وهما: ( د. محمد محمود يوسف و محمد وجيه عاشور)
بتجميع نماذج من الأعمال الفنية الجديدة ذات الثراء الفكري والبناء
المصري الصميم واغلبها من عملهم ثم وضعاها في دراسة تصميمية نقدية مع بعض
أعمال من الموسوعة المذكورة وأعمال من كتاب فرنسي عن الحدادة اليوم
"effronteries d,aujour d,hui" بأجزائه الثلاثة ..
والسبب في تجميع هذه الأعمال من هذه المصادر على النحو المشار إليه في
هذا الجزء من الكتاب هو أن تكون سبيلا للاستفادة منها وكذا من المقارنة
بينها بالإضافة إلى متابعة التطور في فن الحديد، هذا ولسوف تكون نقطة البدء
هنا التعرض لأمثلة من وحدات تكوينية أولا ثم أعمال للمؤلفين بالإضافة إلى
أعمال من كتاب الحدادة ألان وغيرها من أهم ما ورد في الموسوعة المشار
إليها.
وفيما يلي بيان ذلك:
1 – الوحدات التكوينية:
لقد ورد في الجزء الأول من الكتاب الكثير عن أسس التصميم عامة وورد في
الجزء الثاني الكثير عن أساسيات فن المعادن خاصة، إلا إننا هنا نتعرض
لأساسيات تصميم فن الحديد خاصة وذلك من حيث الشكل والتقنية، وعلاقة ذلك
بالمنتج المعدني، والمنتج الحديدي بما يفيد المصمم في العملية التصميمية
ويضيف للقارئ معلومات جديدة .
أن المنتج الحديد يتطلب وبالذات في مجال العمارة استخدام وحدة فنية تتكرر في الباب، والنافذة، والحاجز وخلافه..
ويكون لتكرارها دائما مظهر شبه شبكي ينفذ منه الضوء داخل المبنى..
ولان المبادئ العامة تستخدم هذه الوحدات بكثرة وبصورة غير موحدة حتى
يكون لقاطنيها الفرصة لتحقيق ذاتيتهم في الاختلاف والتميز..، لذا يكون من
الأفضل توفيرها في صور متنوعة .
والوحدات المعروضة في اللوحة (38) تعد فيها الأشكال من 1: 6 محققة
للغرض.. وتقوم فكرتها على الإفادة من مبدأ تقني بسيط يسمح بابتداع عدة
أفكار تصلح لتكوين الوحدة.. ويتلخص هذا المبدأ التقني في شق قطعة من الحديد
المستطيل (الخوصة – وطولها 15 سم) المنوه عنه في جدول الحديد (المبين في
الجزء الأول من الكتاب) من جهة نهايتها إلى ثلاثة شرائح (أفرع) يثنى كل
اثنين من الثلاثة عدا الوسطى ثنيات تنوع وفق الإنشاء الزخرفي المناسب،
وبالحصول على قطعتين وشقهما بالمثل بعد تثبيتهما في بعضهما بمسمار البرشام
(الغاطس)، بحيث يكون وضع القطعتين بعد "الخلخلة" – للتعشيق نصف على نصف –
متراكبين فوق بعضهما قبل البرشمة، عندئذ نحصل على الوحدة أو الوحدات الأخرى
الكثيرة التي يمكن إخراجها بتطبيق نفس المبدأ التقني البسيط.
وبعد الحصول على عدة تصميمات وليكن منها ما يماثل التصميمات الستة
المبينة في اللوحة المذكورة نحصل على تصميمات تختلف كل منها عن الأخرى في
الشكل رغم تطبيق نفس المبدأ التقني عليهم جميعا .
وإذا أخذنا أية وحدة من الوحدات وكررناها كما هي طوليا أو عرضيا أو
مائلا في فراغ الباب أو النافذة أو الحاجز نحصل على شكل فني شبكي لطيف،
ومثل ذلك يتم إذا أخذنا وحدتين منها وكررناهما بالتبادل في أي فراغ معماري
مطلوب أن يكون شبكي (منفذ للضوء).. وهكذا يمكن عن طريق هذا التكوين
وتنوعاته ومضاعفاته الحصول على هيئة شكلية أكثر ثراء من الناحية الفكرية
والتعددية...
وفي اللوحة (39) ثلاث وحدات وضعت على خط هندسي لمثلث وهمي، فأمكن إيجاد
تكوين هيئة أخرى تختلف فيها كل وحدة عن أصلها الذي تقوم بذاتها فيه،
وبالمثل يمكن أن تكون الثلاث وحدات من نوع واحد أو من نوعين كما في اللوحة،
أو يكون لها نوع مختلف، وبمثل ذلك يمكن استخدام وحدة واحدة على خط هندسي
كمسدس كما في اللوحة (40) مع إضافة واحدة لشغل المركز، وبالمثل يمكن الحصول
على تنوع اكبر، إذا وضعنا في المركز وحدة أخرى من أي نوع أو مسدس فعلي...
كل ذلك يمكن تطبيقه على الأشكال الهندسية الأخرى المتعددة كالمخمس والمسبع
والمثمن وذو التسعة أو العشرة أضلاع - الواردة في الجزء الأول – وغيرها،
وكل ما ينقص استخدام هذا التصميم المتعدد الأغراض والأشكال هو عملية
التجميع بواسطة الرباط أو بأحد أنواع اللحام المناسبة – المذكورة في اللوحة
(3) من الجزء الأول – ثم يعد ذلك وصلها بقطع إضافية أو تعديل في أطوال
الأجزاء المشقوقة كما في للوحة (40) على سبيل المثال..
2 – حشوات وحواجز وبوابات:
أ – الحشوات:
بعد ما أوردناه في الوحدات التكوينية عن صلاحية استخدامها في شغل فراغ
أبواب ونوافذ فتحات معمارية تتسم جميعها بالبساطة والتكرارية والتوازن بين
عناصرها ذات الأصل الهندسي، كان الامر يتطلب دراسة نوع أخر من الحشوات
الفنية أيضا تلك التي تستخدم لا لشغل فراغات معمارية فقط، بل في مجالات
الحشوات والحواجز والقواطيع والأبواب أو في الديكور الحديد، ومن أمثلة ذلك
التي باللوحة (41) والأخرى التي باللوحة (42) من أسفل.
والحشوة الأولى:
تصميم فرنسي وتظهر فيها أعواد الحديد الملفوف (المبروم) المبين بجدول
الحديد بالجزء الأول – لوحة (1) ثم يشكل في صورة عدة أحبال تثنى في مواضع
عدة منها حسب تصميم خاص يعد بطريقة الحبال. والتصميم يهتم بتحقيق التوازن
بين الأشكال والفراغات، وتظهر فيه قاعدة التصميم على أساس تبادل الشكل مع
الأرضية، حيث يرى الشكل مرة والأرضية – كشكل – مرة أخرى حسب تركيز رؤيتنا
على عناصر الشكل، وقد وضع المصمم فكرة استخدام أشكال اسماك عددها خمسة
موزعة في الفراغ بتعادل كبير.. وتظهر في أوضاعها ومساراتها قاعدة التنوع مع
التوازن في الشكل.
وقد ظهرت الأسماك وكأنها تبتلع الحبال أو الأعواد الحديدية، وتخرج هذه الأعواد من ذيلها..
وخروج الأعواد من فم الأسماك يذكرنا بعملية الصيد وما يحدث فيها حين
تبتلع الأسماك الطعم وتنجذب نحو الصياد، وتذكرنا الدوائر التسع الموجودة في
التصميم بالتثني الذي يحدث في أحبال الصيد بين الحين والأخر – تلك الدوائر
التي صاغها المصمم أيضا في تنظيم يخضع لمبدأ التوازن بينها وبين الأرضية،
وللتوازن بينها وبين بعضها البعض، بالإضافة إلى التوازن الظاهر بينها وبين
الأسماك وكذا فراغات الأرضية.. كل ذلك وكثير غيره يفيد أن الحشوة قد ظهرت
في ثوب تجريدي رفيع، وعلى درجة من الطبيعة التصويرية المحببة الباعثة على
الشهية.. أي أنها جمعت بين التصويرية والتجريدية في وقت واحد.
والحشوة الثانية:
تصميم فرنسي أيضا وهو لحاجز بلكون وفيه قسم المصمم الفراغ إلى قسمين
صغيرين في الجانبين مع ترك باقي الفراغ في الوسط، وتضمن العناصر الزخرفية
في القسمين الجانبيين أغصانا نباتية مشكلة بالطرق في الوسط، ثم بالطرق
واللحام للأغصان الرقيقة الأغصان الجانبية.. وواضح في التصميم قيمة استخدام
الوحدة وتكراراتها المتراصة فوق بعضها والمتماثلة في الجوانب، كأساس
للتكوين، ووضع الشكل فوق الأرضية وليس بالتبادل بينها كما هو الحال في
التصميم السابق.
أما القسم الأوسط
فقد تضمن عنصرين كبيرين يتماثلان تماما في الوسط، كصورة في المرآة، والجزء
الأوسط – مركز التماثل – أشبه بخط خارجي لفسقية مياه أو زهرية لها رقبة
طويلة وجسم ممتلئ ويحوي وردة ذات ثمانية بتلات تحيط بها أربعة أفرع دقيقة
تتشكل تقنيا من حرف أل C الإنجليزي وفرعين آخرين في الوسط وهما دقيقين
كذلك.. والجسم الممتلئ يحيط به في هيئة أشبه بالعقد الذي يتدرج من الصغر
إلى الوسط إلى الكبر عند نهاية هذا الجسم.
الغصن الأوسط من المجموعة فهو يشبه الغصن الأوسط المشكل باللحام ثم
بالطرق بمثل ما يتوسط القسمين الجانبيين السابق ذكريهما، وهناك جزء أسفل
هذه الزهرية الافتراضية يشبه كرسي خاص لها يميل يمينا وشمالا في رقة ودقة،
وسمنة حول بقية الغصن الأوسط السابق الكلام عنه، ثم يعود الحلزون المنشئ
للكرسي المزعوم إلى التثني في عكس لاتجاه كأنه حرف S الإنجليزي ويتفرع منه
في التثني فرعان دقيقان احدهما صغير يلتوي إلى داخل الحرف والأخر كبير
يلتوي من الاتجاه المضاد, وفي مركز نصف هذا الحرف العلوي يوجد ما يشبه
"كوز" نبات الذرة بأغصانه "الملوية"، هذا ويخرج من نهاية عقدة هذا الحرف في
الاتجاه المضاد جزء به ورقتين نباتيتين يقف الأخير منهما شامخا في موضع
هام على جانبي ما يشبه الزهرية، وفي النهاية وعند جانبي هذا التصميم هناك
حلزون كبير على هيئة حرف S كبير مع الانحناء من أسفل ، وصغير من أعلى ،
وينتهي الحلزون من أسفل عند شكله الكروي بغصن حرف S أيضا ولكنه أكثر
انتظاما ويحمل ورقة نبات كبيرة بفرعين دقيقين في بدايتها وينتهي الحلزون
الكبير والصغير – حرفا S من أعلى – بحلزونين على هيئة حرف C المختلفي
الحجم ويجلسان على قمة الحلزون حرف S الأصغر ، المزود بورقة النبات
الكبيرة .. والمستفاد من هذا التصميم فوق ما ذكر انه حقق من المبادئ
التصميمية التباين الخطي بشكل ملحوظ ، والدقة ، والأناقة ، والتنغيم الشكلي
بالإضافة إلى التنوع النسبي ، والتوازن بين عناصر الأشكال وبعضها وبين
فراغات الأرضية وبعضها ، وأخيرا تناسبت في التصميم العناصر النباتية مع
الحلزونات المتنوعة في الشكل والوظيفة ، كما توازنت العلاقات بشكل حقق
الوحدة الكلية في الهيئة المصممة .
ب – حواجز فاصلة وبوابات وأبواب :
من التصميمين المبينين باللوحتين (41 ، 42) أيضا يظهر تصميمين من الشغل الفرنسي أيضا .
التصميم الأول :
وافية ، لأنها هنا تحمل الطيور بدلا من الأسماك ، كما تضمنت تنغيما متباينا
في تخانات الخطوط ، ذلك الذي لا يتم إلا بطرق الحديد على الساخن ..
والملاحظ هنا إن الطيور قد تنوعت أشكالها كما تباينت أوضاعها وموضعها بدرجة
ما، وبدلا من الدوائر المستخدمة في التصميم السابق وضعت فيها نجمة في
مواضع تلاقي الأحبال، وهذه أيضا ترتبط بمبدأ التنوع الذي لا يخل بمبدأ
التوازن ولا يفقد الشكل علاقاته "العنصرية" ووحدته.. وعلى الرغم من تصويرية
هذا التصميم كسابقة وعلى الرغم من تجريدية عنصره ألأساسي (الاحبال التي
تمثلها أعواد الحديد) فقد أنشئت أشكالا دورانية قد لا تسر الكثيرين، وهذا
امر قد يكون على المصمم أن يضعه في الاعتبار من اجل إرضاء الكثيرين.
إما التصميم الثاني
بأعلى اللوحة (42) فانه يتضمن خلايا هندسية متراصة إلى جانب بعضها في
بعدد ثلاثة في كل "ضلفة" ويتميز هذا التصميم بهندسية التنظيم والتنفيذ
بالسباكة لكل عناصر الشكل النباتي المجرد والنجوم والحلايا التي توسطه وتلك
التي توجد على مسافة بأعلى وأسفل خط الوسط ، ويلاحظ أن جميع عناصر الشكل
على اختلاف أعدادها وأشكالها قد جمعت مع بعضها وفي الأعواد الرئيسية
وبوسيلة مسامير البرشام الغير ظاهر ، ويتميز هذا التصميم أيضا بالرقة
والنظافة والتنوع وتمثيل الطابع الهندسي الرقيق.
3 - أبواب أرمة وكريتال :
أ – باب داخلي :
فراغ ضلفتي الباب بحلية مكونة من الاحبال السابق استعمالها في اللوحة (41)
لكل من الحشوة الزخرفية والحاجز.. وقد اتخذت الاحبال هنا صورة تنغيمات خطية
تغيرت فيها التخانات كالسابق..
ويتميز التصميم بعدم إضافة أي عناصر أخرى أو اسماك أو طيور، ولكن أضيفت
إليه بعض لهجات (حلزونات) دقيقة لها كيان دقيق ضعيف التأثير، كما تتميز
بالسيطرة على توزيع الاحبال توزيعا أكثر توازنا وأعمق في الدراسة بدرجة
اكبر من سابقه، ومن ثم ظهر أكثر إقناعا أيضا.
ب – بوابة ونافذة أرمة:
يبدو إن المصمم قد تصور في التصميم المبين في اللوحة (44) أن يضع إشغال
الحديد إما مسؤولية قومية بأن يجعله ينحو ناحية المصرية الإسلامية، ولعل
السبب في ذلك يرجع للاعتقاد بعدم إمكانية تحقيق ذلك، أو للصعوبة في
الأداء..
وقد استخدم في التصميم عناصر زهرة اللوتس بصفة أساسية في تكرارات
تنغيمات منوعة تحدها في السور خطوطا نصف دائرية جعلتها تبدو كأنها صور
منبثقة من تموجاتها أو كأنها تنمو منها، بينما صممت في البوابة متراصة في
إطار أفقي مستقيم لهدف جمالي ووظيفي واحد.
وحتى لا يكون استغلال زهرة اللوتس فيه محاكاة للأصل فقد أعيدت صياغتها
في صورة جديدة تسم بالبساطة والنظافة والدقة والية التنفيذ الكمي.. وهذه
السمات جعلتها تنحو ناحية التجديد والابتكار، وتتلاءم مع مقتضيات العصر
ومفاهيمه.. وجاءت في النهاية على مستوى عوامل الدقة والبساطة والنظافة
والتنفيذ الكمي الذي صممت على أساسه ، مما يفيد إن المصمم قد بذل جهدا في
تصميم الأساليب التقنية المناسبة لإخراج التصميم العام كما خطط له ، خصوصا
وان العمال العاملين في هذا الحقل قد ضعفت خبرتهم عما كانوا عليه مما دعا
إلى بعض الاختصارات التي تبدو واضحة على ألا تؤثر في أساسيات التصميم بحيث
يقبل ارضاء أكثر من غرض وظيفي يتلاءم مع الظروف الاقتصادية التي يمر بها
الناس وقت إنشاء هذه البوابة في مدينة نصر عام 1983على ألا تثر أي اختصارات
في القيمة الجمالية للتصميم.
ولاشك إن تصميم وحدات إضاءة لتوضع فوق الأعمدة المجاورة لهذه البوابة
يتطلب مراعاة توفير العلاقة السليمة جماليا – زخرفيا – بينها وبين تصميم
البوابة وكذا السور سواء في الرسم التخطيطي الذي يوضع للتصميم ككل، أو في
أية تعديلات تطرأ عليه. ويتطلب التصميم أيضا أن يكون خاضعا للتوافق
والتناسب الجيد مع تصميم الأعمدة التي تعتليها هذه الحواجز، وكذا مع تصميم
لعناصر الأخرى بالبوابة.
ج – بوابة وأبواب داخلية (أرمة وكريتال)
أخذت قطاعاتها (الأرمة) والكريتال من المراجع المبينة في التذييل، غير أن
الزخارف الكروكية، والاضافات الأخرى الفنية الزخرفية من إعداد المؤلفين
بحيث تظل القطاعات واضحة تماما فائدتها .
وفيما يلي البيانات التحليلية لكل منها على التوالي:
- بوابتا المداخل باللوحة 45:
بالإضافة
إلى البيانات المدونة فان جميع القطاعات الواردة بها من شكل (1) من جداول
الحديد الواردة بالجزء الأول سواء بالنسبة للحلوق الثابتة أو المتحركة أو
الباكتة الخاصة بالزجاج، وأيضا بالنسبة للحشوات الزخرفية الموضحة أسفل
شراعة الباب العلوي أو الموضحة في نهاية الباب الأخر. وعن الصاج اللازم
للجلسات أو لغطاء الكالون كل ذلك مبينة أوزانه بالجداول المشار إليها، ومن
هنا يمكن نظريا حساب أوزان كل قطاع وكل رقيقة من الصاج وأخيرا يمكن حساب
وزن كل باب ثم يمكن حساب التكلفة الكلية بعد إضافة جميع الأجور والمصاريف
لأخرى إلى الحديد الخام حسب سعر الباب في السوق بالنسبة للأعمال الحديدية
من نظام الأرمة المشار إليه.
- وهناك بابا حديد مطروق باللوحة 46..
والبابين
المشار اليهما لا يختلفان عن الأولين الا في أنهما بضلفة واحدة. وعلى هذا
يكون لكل منهما جهة فتح إما إلى اليمين أو اليسار، ويختلفان كذلك في أنهما
(مجلدين) بالصاج جزئيا. كما إن وضع الحلية في احدهما يكون في الوسط وفي
الأخر تكون على الجانب الأيسر. ويفيد هذا التجليد في تضييق فتحة الرؤية
نوعا، كما يفيد في التقوية الإنشائية للباب. أما البابين الآخرين المبينين
في اللوحتين 47 و48 فهما منفذين من قطاع الكريتال سواء ما كان منها بضلفتين
أو بضلفة واحدة.
وقطاع الكريتال هو الأحدث استخداما عن الأرمة وهو المبين بالشكل 2 من
جداول الحديد المشار اليها .. وهو اخف وزنا عن سابقه ، ولذا فيعامل تجاريا
بالمتر المسطح بالنسبة للباب أو النافذة وليس بالكيلوجرام كما هو الحال مع
سابقه ، نظرا لأنه اخف وزنا منه واكثر تعقيدا عنه وبخاصة انه الاحدث
استعمالا في مصر.
أما عن تعقيداته الإنشائية فحلولها أصبحت ميسورة ويمكن التغلب عليها
بإتباع بيانات الجدول رقم 3 الوارد بالجزء الأول من هذا الكتاب، وبالإطلاع
عليها ومقارنتها بالقطاعات المثبتة باللوحتين 47، 48 يلاحظ أنها تطبيق لما
ورد بالجدول من قواعد ونظم.
أما الشمعدان المبين في اللوحة 68 على اليسار فهو يمثل ثمانية شمعات،
مركبة على ثمانية فروع مستديرة القطاع، تلك التي يتفرع منها حرف S على
مسافة من عمود يعلو قرص القاعدة، والشمعدان يمكن الدوران حوله مثل الأول،
ويتميز بان قاعدته المستديرة تجعله أكثر اتزانا وثباتا من الأول..
وهذا الشمعدان الأخير يتميز عن السابقين كليهما في صلاحيته للتحول ليعمل
بالكهرباء بدلا من الشمع إذا ما نفذت أعضاءه وكذا الساق بالمواسير، كما
يمكن تنفيذ الساق بالخراطة والثقب لإمكان مرور سلك الكهرباء بداخله.
4 – حوامل مصابيح:
في اللوحتين 69 و70 حوامل مصابيح توضع على المناضد أو الكومودينو
والأولان باللوحة 69 يستخدم فيهما الاباجورة الورقية أو الحريرية، وقد صممت
القاعدة البرونزية المسبوكة على اتصال بالساق، ويمكن تركيب مفتاح الإضاءة
(الزر) في القاعدة، في حين صممت الثانية بطريقة يرتكز فيها الحامل على
ثلاثة أرجل، ولذلك لا يمكن تركيب مفتاح إضاءة فيها، والأول هو الأكثر ثباتا
من الثاني كما انه الأكثر لياقة للإنتاج الكمي من الأخر؛ وذلك لأن عملية
السباكة من العمليات الكمية في حين إن الأخرى التي تحتاج إلى عمل كل جزء من
أجزاء وحدة الحامل باليد تعتبر في المقابل مناسبة للعمل بالقطعة الذي يكون
في الغالب أعلى في السعر لكثرة التكلفة، فهو من ناحية اقل وظيفية ومن
ناحية أخرى أكثر تكلفة ويفضل عليه الأول من هذه النواحي.
والآخران المبينان في اللوحة 70 فكلاهما له غطاء يناسبه، الأول له غطاء
(طربوش) مستدير يغطي فروع الإضاءة الثلاث، كما له قاعدة مستديرة وقطعة
مخروطة تفرع منها لأفرع الثلاثة، والوسطى التي تحمل الغطاء بتركيبة خاصة
وتحمل الحامل الأصلي في وقت واحد.. وجميع فروع المصابيح مصنوعة من المواسير
ويستوي في ذلك إن تكون من النحاس الأصفر أو الحديد، كما أن الحامل من
النوع الذي يرتبط تصميمه بزخرفة شكلية من نوع يختلف عن الحلية التقليدية،
إلا أنها هنا ناشئة من بنائية الشكل ووظيفيته، أما الحامل الثاني الذي يحمل
فرع إضاءة واحد فيحمل غطاءا زجاجيا ذو "شنبر" من أعلى وآخر من أسفل كلاهما
يركب فيه الزجاج إلا أن الأسفل يركب فيه وحدات الإضاءة، والقاعدة في هذا
الحامل مربعة مرتبط بها قاعدة أخرى مستديرة مخرزة "Fluted"، وساق به أوراق
سنابل تحتضن ماسورة السك الكهربائي، وتنفيذ هذا التصميم يتطلب إن تكون
أجزاء منه مسبوكة وأخرى مشكلة باليد، ومثقل هذا العمل من شانه إن يزيد من
التكلفة بقدر الفرق بين العمل الإنتاجي وبين العمل اليدوي ومن هنا تزيد
تكلفته، كما انه يبدو أكثر تصويرية وزخرفية أكثر من الأول ولا يبشر
بالانتشار والرواج، ذلك لأنه اقرب إلى فن الخاصة منه إلى فن العامة.
أ – حوامل مصابيح حائطية:
المبين في اللوحتين 71، 72 خمسة مصابيح حائطية لكل منها تصميم خاص
فالأول - الأيمن – من ص 71 يحمل إلى جانب الطبق ذو الكرانيش الذي يبرز عن
الحائط فرعا من الحديد المستطيل (الخوصة) مشكل على صورة حرف U الإفرنجي
ليحمل في طرفيه الغصن الحامل لغطاء المصباح الاسطواني، وتلتف كل نهاية من
نهايتي الفرع حول الساق المستدير الذي يحمل وعاء دواية المصباح المحرز
بطريقة يمثل فيها قبضة اليدين تقبض على عود مستدير غير أنها هنا مضلعة لكي
ترتبط بشكل قطاع الحديد المستطيل من ناحية الشكل وتربطه بها كذلك من ناحية
الحداثة التصميمية، التي تشير بربط الشيء بما يجاوره، بمعنى تحقيق وحدة
العلاقة التركيبية.. ويتدلى من الساق الجزء المخروطي الذي ينتهي بكرة
صغيرة، وهما مستديران ومن هنا يحتمان إن يكون الساق مستديرا ليتوافق معهما
إذ لو كان مربعا لأدى ذلك إلى إن يفقد الشكل وحدته العلاقية والتركيبية
التابعة.
إما حامل المصابيح الذي يجاوره فقد استغنى فيه المصمم عن الطبق المستخدم في
السابق، واستبدله بنجمة مضلعة ذات ثمان إشعاعات وجزء كروي في المركز، يخرج
منه فرعان مصنوعان في الماسورة ليدخل منه السلك الموصل لتيار الكهرباء...
وهذا الفرعان إما إن يكونا ملتفان حول الشعلتين الحاملتان للشكل المخروطي
المؤدي للزهرة المقفلة المؤدية لجهاز الإضاءة، وفي هذه الحالة يمكنهما أن
يوصلا السلك الكهربائي للجسم المخروطي عن طريق ثقب "سحري" غير واضح في
الصورة أو عن طريق ثقب سحري آخر يبعد عن الحلقتين الكائنتين في الثلث
الأخير للجسم المخروطي، ومفاد ذلك إن تغذية النجمة للجسم المخروطي تشكل
مشكلة تنفيذية للمصمم غير واضح حلها، وقد يكون حامل المصباح كله لا يوظف
إلا بالشمع لا بالكهرباء، وعلى العموم فهذه مشكلة تطلب من المصمم صاحب
الفكرة حلها... وهنا يجدر التنويه أن التصميم في الحقيقة وببساطة شديدة ما
هو إلا حل لمشاكل تعرض لنا أو نبحث عنا، وإذا ما وجدناها وعملنا على الحل
التمثل لها كان الناتج تصميما ومن النوع الجيد.
أما المصابيح الثلاثة الأخرى الحائطية باللوحة 72 فهم صالحون تماما
للتغذية الكهربائية، ومعدون كذلك للتركيب في الحائط، والأيسر منهم معد
للتحرك في اتجاه الحائط أو ينأى عنها عن طريق مجرى يتحرك فيها ساق مجموعة
التغذية الكهربائية، وهذا الحامل بالذات به كشاف مخروطي يعمل على إطفاء
المصباح الكهربائي، الأمر الذي يحققه الحاملان الآخران، ذاك لاتهما يشعان
الضوء بطريقتين مختلفتين الأول في هذا ابسط من الثاني وأكثر منه أناقة
ورقة، حيث ضم كل عنصر في التصميم كجزء له شخصيته الخاصة، وفي نفس الوقت على
علاقة جيدة بالعنصر الآخر، ومن ثم يظهر الكل العام في ثوب يفتقد الوحدة
التكوينية، وليس لهذا التفكك أو الاختلاف أي سبب واضح حتى ولو كان وظيفيا.
وقد يلجا بعض المصممين للمنتج الصناعي في بعض الحالات التي تؤدي بهم
إلى الذهاب بالشكل بعيدا عن جمالياته المألوفة، سعيا وراء التفرد والشهرة،
ولو أدى ذلك إلى زيادة التكلفة، وربما يكون هذا الحامل المصمم من النوع،
ولو صدقت هذه التفسيرات لكان الأمر يدعو إلى المزيد من الدراسة التصميمية
من اجل الحصول على هيئة شكلية مترابطة، وفي كل عام جيد، وفي تكاليف إنتاجها
مقبولة، ووظائفها تتناسب مع عوامل وعناصر إنتاجها تناسب تاما.
ب – حوامل إضاءة أرضية:
السكنية أو العامة، أو ما يتنقل فوق أرضية الحجرات أو الصالات. وتفيد
الأولى في إضاءة المكان عامة، أما الثانية فلها وظائف أخرى غير ذلك وهي
أنها تفيد في القراءة بالنسبة للجالسين، وكلاهما يتراوح طوله بين 1.20
و1.70 مترا.. وقاعدة الارتفاع فوق ذلك إن تكون في أوضاع ومناسيب تيسر رؤية
الوحدات بوضوح، وفي صورة جيدة وجميلة، ويسهل استعمالها عن الإنارة والإطفاء
بغير مشقة، ويراعي المصمم إلى جانب ذلك إن تكون على علاقة شكلية لونية
وتكنيكية جيدة مع باقي الأثاثات التي تجاورها، وتمتد العلاقة فنيا لتشمل
باقي أثاثات وأماكن العالم المعماري الموجودة فيه.
وفي ظل هذه المبادئ سار المصمم فيما يشبه الأشجار المبينة في اللوحة
الأولى مضيفا إليها أبعادا تجريدية جديدة، وتتسم أيضا بالتجسيم في مناطق
القاعدة والإضاءة.. وشمل التجسيم القاعدة والجزء العلوي.. ويتألف كل عمود
من الأعمدة الثلاثة الموضوعة فوق قاعدة ضمتهم جميعا، الأشكال الثلاثة ذات
الثمانية أضلاع المفرغة من الداخل والتي روعي ترك فراغ فيها بين كل ضلع
وآخر ليشكل منطقة ظلال في ضوء النهار، ويشع أنوارا في الضوء الصناعي..
وقاعدة الأعمدة هذه قد صممت بحيث تضاء ليلا، وينتشر ضوءها في الفراغ عامة
حتى أنها تشمل الأعمدة أيضا.
ويلاحظ إن بدن الأعمدة ولو انه من اصل شبه هندسي خال من الزخرف إلا أن
مظهره المرئي - الملمس - منغم بطرقات دائرية غائرة حتى يتلاءم مع القاعدة
الزائدة الزخرف، مما يقلل من شدة صلابتها الهندسية.. وقد التزم المصمم
بالتلازم العضوي بين أجزاء العمود وأجزاء القاعدة وبين كل عمود وآخر، ومن
حيث التخطيط والتنظيم والنسب، باعتبار إن لكل جزء أهميته مثل باقي الأجزاء،
بدرجة لا يمكن الاستغناء عنه.. وقد يرى أن هناك تباين كبير في الخطوط
والتعبيرات التي يرجع تاريخها في نادي بنك مصر في إمبابة بالجيزة إلى
الخمسينيات كما قد يرى إلى أن جزء الصندوق الأسفل قد جاء غريبا لتجاوزه
الحدود المسموح بها حاليا من حيث النظر إلى الزخرفة بشيء من الريبة، إلا
انه قد يسمح بوجوده على أساس ارتباطه بمبنى النادي وقت إنشائه، ومن هنا لا
يكون هذا التصميم الآن مبشرا بالانتشار لكثرة الزخرف عما نبتغيه آنيا.
أما الحوامل الثلاثة الباقية المبينة في اللوحة 74 فهي جميعها متباينة
في خطوط القاعدة والسيقان وحوامل الاباجورات.. وكلها تحقق أغراضها الوظيفية
العملية إلى حد كبير، وجميعها تتوفر فيه الشكلية الخلاقة الجيدة، غير أنها
تباين في تأثيرات أعضاءها بالنسبة لأعضاء القاعدة ولبعض النهايات..
فالحامل الأوسط بقاعدته المثلثة يشبه الأيسر المثلث أيضا، ولئن جازت
القاعدة بالنسبة للحامل الأوسط لأنها مقيدة بالثلاث أباجورات العلوية فإنها
تكون دخيلة على الاباجورة الواحدة المستديرة الخاصة بالحامل الأيسر، كما
إن الساق الشبكي للأيسر غير متجانس مع الحامل الأيسر أيضا، والأعضاء
الثلاثة المحنية بالحامل الأوسط قد تكون عرضة للاحتكاك بمن يدور حوله خصوصا
وان نهايتيها حادتين والأيمن الذي يحظى بالإعجاب الأكبر لهيئته الانسيابية
من بدايته إلى منتهاه، قد يكون لأفضل بين الثلاثة، ومن هنا يكون هو الأكثر
إنتشارية ويحوز الرضا الأكبر.
المصدر بوابة نوكيا
مواضيع مماثلة
» فن النحت بمادة الحديد
» فن الزخرفة بمادة الحديد
» الزمالك يهزم السكه الحديد بالثلاثه
» مواصفات الترجمة المعدة للاستعمال في مجال الدعوة
» دليل بعناوين بعض الشركات المصرية العاملة في مجال القطن
» فن الزخرفة بمادة الحديد
» الزمالك يهزم السكه الحديد بالثلاثه
» مواصفات الترجمة المعدة للاستعمال في مجال الدعوة
» دليل بعناوين بعض الشركات المصرية العاملة في مجال القطن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى