فن الزخرفة بمادة الحديد
صفحة 1 من اصل 1
فن الزخرفة بمادة الحديد
مقدمة
لعله من المناسب إن نشير إلى مضمون الزخرفة بمادة الحديد من جهة أصلها
التاريخي إلى يومنا هذا في إيجاز شديد.. لقد تحدثنا من قبل عن توضيح معنى
الحلية – أساسها ودوافعها... الخ – وتوضيح معنى الزخرفة وشمولها
لإمكان التفرقة بينهما قولا وعملا.
والآن نفرد الكلام عن الزخرفة وحدها من حيث تاريخها من البداية إلى
النهاية بالنسبة لمادة الحديد بالقول إن مادة الحديد منذ نشأتها في القرن
الثاني عشر ورسوخها في القرنين الثالث عشر والرابع عشر واستمرارها حتى
الآن، كانت مرموقة من كافة المهتمين بالفنون الزخرفية والمعمارية، وقد يكون
لصلابتها وطواعيتها دخل في ذلك.
وقد يكون من المناسب إن نقتطع ثلاثة أمثلة من موسوعة الحديد التي سبق
ذكرها لبيان ما وراء هذا الاهتمام وهذه الطواعية، ثم نقتطع أمثلة أخرى من
الإنتاج الحديدي في القرن الحالي لعل المطلع المتخصص عليها يجد فيها سبيلا
لا لإلهاماته التصميمية ويجد فيها المطلع العادي سبيلا إلى تسلية مفيدة .
وفيما يلي بيان ذلك:
1 – الحديد الزخرفي التاريخي:
أ – في القرن الثالث عشر في فرنسا
وفي كنيسة نوتردام بباريس ظهرت ستة حشوات حديدية زخرفية تشكل مفصلات
لتقوية باب الكنيسة الخشبي وتؤدي دور المفصلات لهذا الباب.. وقد بلغت حدا
من الضخامة بحيث تكاد تغطي مساحة باب الأبرشية الضخم .
.. والرسم المبين باللوحة 75 يوضح جناح إحدى حشوات المفصلات.. وفيه يمثل
الشكل الزخرفي الغني جدا جنة الدنيا بأوراقها العديدة المملوءة بالطيور
العديدة وحيوان التنين.. وغيرها من الكائنات العجيبة (الخرافية)، والأغصان
فيها عميقة الحفر وتضمن العديد من الأغصان المحشوة بالزخارف النباتية
الفرنسية الطابع.. والنباتات والأوراق المشكلة منها الأغصان والتي لم تكن
معروفة في هذا الوقت في انجلترا.. وهذا العمل الممتاز هو من طراز
الرومانسك.
ولقد بلغت الزخارف المنقوشة في مادة الحديد والتي صاغها الفنان الفرنسي
المجهول في هذه المفصلة، حدا كبيرا من الجودة والإتقان في تحقيق التماثل،
والتباين، والتنوع، والانسجام أيضا، بالإضافة إلى الإبداعية والإبتكارية،
بدرجة لا يختلف اثنين في الحكم على هذه التحفة الفرنسية بالجمال الأخاذ.
ب - في قصر كوميونالي بسيبنا بايطاليا
حاجز إفريز حديدي من إنتاج عام 1445، والحشوة النباتية المحددة في
الحاجز كما يظهر في صورتها باللوحة 76 أنها غنية بأوراق نباتية تشبه
الصبار، ويتراوح عدد أوراقها الغنية التشكيل بين ثلاثة وأربعة وخمسة أفرع،
ينتهي كل منها بما يشبه السنابل.. وقد صمم الجزء الأسفل من الحشوة ونفذت
أجزاؤه على هيئة زهور هندسية مفرغة ذات الأربع تقسيمات، بداخلها وخارجها
أزهار ثلاثية التقسيم تحصر كل اثنين منها بينها معين هندسي.. وهذه الحشوة
بدورها تشهد بما للفنان الإيطالي في العصر القوطي من كفاءة واقتدار.
ومن اللوحة 77 تظهر بأسفلها حشوة باب، وهمي من الشغل الألماني من القرن
السادس عشر، وتظهر كذلك تفاصيل زخرفية من الشغل الألماني أيضا ولكن من
إنتاج 1724 تقريبا، وكل من الحشوة والتفاصيل مستقى من الموسوعة المذكورة
أيضا.
ج - والحشوة من عصر النهضة الأول
وتظهر فيها الزخارف النباتية واغلبها من الطراز النهضي والباروك.
وإذا قارنا بين هذا العمل وما سبقه نجد أن النباتيات قد اختلفت اختلافا
كبيرا كما إن الوسائل التقنية قد اختلفت كذلك، ولكن الإجادة والتماثل
المصحوب بالتنوع لم يختلف لا من جهة التصميم ولا من جهة التنفيذ.
أما التفاصيل المبينة في صدر اللوحة فهي من عصر الروكوكو من إنتاج
ألمانيا عام 1724 تقريبا.. وقد رؤي إن في إيراد هذه التفاصيل هنا بدلا من
أعمال متكاملة يتيح تفاصيل للمشاهد للإحاطة بعناصر الطراز ومميزاتها
وخصائصها، حيث إن التطبيق كما بدا لنا في الأعمال السابقة ما هو إلا
استخدام هذه العناصر بالطريقة التي يضعها المصمم.. وتوضيحا لهذه النقطة
رأينا هنا لاكتفاء بوضع هذه التفاصيل التي استقيناها من الموسوعة كما سبق
القول.
والملاحظ إن الأزهار وأوراق النبات قد تميزت في هذا الطراز بتخطيطات
شملتها من جميع النواحي مع التبريز البسيط من الخلف، كما تميزت نهايات
الأوراق بصفة خاصة بتمزيقها وثنيها في عدة اتجاهات، بالمخالفة لما كان
متبعا من قبل، ولعل هذا يكون واضحا من المضاهاة. وعموما هذه التفاصيل تعد
مسرفة في النقش والزخرفة اللذين جاءا نتيجة عوامل جمالية غير معمول بها
الآن.. ذلك لان كل عصر وكل زمان له إبداعاته ودوافع لهذه الإبداعات، ويكون
علينا أن نأخذ من التاريخ ما يلائمنا مخلفين وراءنا ما يظل عبرة وهداية على
مر العصور.
2 – الحديد الزخرفي الحديث:
بداية نقول أن هذا الفن كانت له إرهاصات وإبداعات منوعة لا نستطيع
الإحاطة بها في الحيز المخصص لها في هذا الكتاب، ومن هنا لزم الأمر اختيار
أربعة نماذج هي قمة الإبداعات في العصر الحديث.
أ - النموذج الأول في اللوحة 78..
هو لوحة تصويرية مجردة مبينة في اللوحة 78.. وهذه اللوحة قد ضمت عدة صور
لعدة شخصيات مصرية يعبرون عن العمل تارة وعن الفرح تارة كما يعبرون عما
وراء معيشتهم، ويمكن تسميتها علا قات أو بهجة أو إيقاعات مصرية، أو
استلهامات أو سيمفونية أو نحو ذلك، من ذلك يمكن القول أنها مادامت مجرد
أعواد من الحديد ورقائق الصاج نظمت تنظيما تنغيميا خاصا مستلهما من صور
ذهنية لأشخاص مصريين تعبر عنهم تعبيرا رمزيا مجازيا يحوز الإعجاب، فالمصمم
فيها تعمد تصوير الجوهر من وراء حياتهم وسلوكهم دون المظهر، يجمع ما بين
الأفراد في ترابط واتحاد يؤلف بينهم ولا يفرق، يقرب بينهم ولا يباعد..
ويمكن لهذه اللوحة وأمثالها أن تحكي لنا قصصا كثيرة.. كلما أمعنا النظر
إليها.. وجميع القصص التي تستقى منها دائما تكون شيقة.
ب - في اللوحة 79
لوحة أخرى – تابلوه – يبلغ طولها نحو م1980.ضا 2.5 متر، منفذه في مدخل
عمارة بشارع مصدق بالدقي من إنتاج 1980.. فهي إذن بحكم وضعها في مكان مرموق
في العمارة تعد من صميم الأعمال الإنشائية اللازمة للمباني المعمارية،
شانها شان اللوحات الفنية المنفذة على الحوائط بالافريسك الذي كان يبدعه
أجدادنا القدماء.. واللوحة المبتكرة المصورة بأعلى اللوحة وتكبير جزء منها
بأسفلها.. تعد لا موضوعية، وذات وظيفة جمالية مزخرفة متحررة من الإطار ومن
المحاور أيضا وإن كانت تعد عموما شبه مستطيلة، وفي تحريرها من التحديد
بإطار اتخذت موجات مجردة مرتفعة وأخرى منخفضة روعي فيها تحقيق عاملي
التوافق والتنوع في انسجام كبير، ولعلها في ذلك تحقق الاتزان بدرجة كبيرة
رغم غياب المحاور الفعلية .
وعناصرها ذات الوظيفة الزخرفية المجردة قد شكلت في صورة شبه مكررة مالت
إلى التنوع.. وقد وضعت بها عدة كرات وأزهار شكلت من معدن البرونز، ووزعت
على مجال اللوحة باعتدال غير مضبوط ذلك الذي يعتبر نظاما آليا غير محبوب،
واستعمال البرونز يضيف لمادة الحديد السوداء لونا آخر يرتاح إليه الكثيرون
من المشاهدين.
ومن مميزات هذا العمل أنه من النوع الذي تراكب فيه العناصر الشكلية، فهو
يتضمن مستوى أساسي أول يتمثل فيه الزخرفة الحديدية المفرغة المتراصة
عموديا وأفقيا بصورة تمثل الشكل فوق أرضية الحائط الذي توضع عليه.
بالإضافة لهذا يعد هذا العمل من النوع المركب في بنائية عناصره الشكلية
على أساس أعمال الفكر التشكيلي الذي يتناول المسطح كله، والامتداد الطولي
والأفقي, ثم أعمال الفكر في التنغيمات والإيقاعات الخطية وفي معاني العناصر
ومضامينها، وإعمال الفكر عن الفراغات الناشئة عن وضع العناصر الشكلية فوق
أرضياتها بمستوييها الأول والثاني، وكل هذه التعقيدات التي يتميز بها هذا
العمل يمتع بها المشاهد حين تضيف إليه معلومات كثيرة متجددة كلما مر فيها
أمام اللوحة سواء ببطء أو على عجل عند دخوله، وخروجه من العمارة.
ج - وفي اللوحتين رقما 80، 81
خمسة أعمال حديدية زخرفية تشمل صورا تعبيرية بالخطوط لأشخاص احدهم
يمارس لعبة الشيش والثاني يمارس الرقص التوقيعي والباقون جميعا يمارسون
اللعب على الآلات الموسيقية، وجميع هؤلاء الأشخاص مصممين على إن يؤدوا
أعمالهم بخطوط تنفصل وتواصل وتنقطع كلما أراد المصمم إن يبرز حركة أو جزء
من آلة أو عضو من الجسد، مراعيا فيها الاختصار التام والإيجاز التام كذلك..
فالتعبير هنا واضح فيه أن يقول الخط أو العدد الحديدي فيه الكثير من
المعاني بأقل عدد من الخطوط واقل عدد من الحركات، مركزا فيه على محتوى
الشكل وفلسفة المضمون في علاقة تضامنية رفيعة وعالية المستوى.. وإن في
تنفيذ مثل هذا الزخرف من أعواد الحديد فقط لكفيل بأن يرضي المشاهدين وبخاصة
رفيعي الثقافة أكثر من غيرهم ومن مميزات هذا التصميم وبخاصة ما في اللوحة
81 قابليته الكبيرة لتقبل اضافات من كتل رقائق الصاج في بعض المواضيع كما
هو الحال في اللوحتين 78، 79 وعندئذ يكون على مستوى رفيع من الجودة الشكلية
ويلقى التقدير من كثير من ذوي الثقافات العالية أيضا.
المصدر بوابة نوكيا
لعله من المناسب إن نشير إلى مضمون الزخرفة بمادة الحديد من جهة أصلها
التاريخي إلى يومنا هذا في إيجاز شديد.. لقد تحدثنا من قبل عن توضيح معنى
الحلية – أساسها ودوافعها... الخ – وتوضيح معنى الزخرفة وشمولها
لإمكان التفرقة بينهما قولا وعملا.
والآن نفرد الكلام عن الزخرفة وحدها من حيث تاريخها من البداية إلى
النهاية بالنسبة لمادة الحديد بالقول إن مادة الحديد منذ نشأتها في القرن
الثاني عشر ورسوخها في القرنين الثالث عشر والرابع عشر واستمرارها حتى
الآن، كانت مرموقة من كافة المهتمين بالفنون الزخرفية والمعمارية، وقد يكون
لصلابتها وطواعيتها دخل في ذلك.
وقد يكون من المناسب إن نقتطع ثلاثة أمثلة من موسوعة الحديد التي سبق
ذكرها لبيان ما وراء هذا الاهتمام وهذه الطواعية، ثم نقتطع أمثلة أخرى من
الإنتاج الحديدي في القرن الحالي لعل المطلع المتخصص عليها يجد فيها سبيلا
لا لإلهاماته التصميمية ويجد فيها المطلع العادي سبيلا إلى تسلية مفيدة .
وفيما يلي بيان ذلك:
1 – الحديد الزخرفي التاريخي:
أ – في القرن الثالث عشر في فرنسا
وفي كنيسة نوتردام بباريس ظهرت ستة حشوات حديدية زخرفية تشكل مفصلات
لتقوية باب الكنيسة الخشبي وتؤدي دور المفصلات لهذا الباب.. وقد بلغت حدا
من الضخامة بحيث تكاد تغطي مساحة باب الأبرشية الضخم .
.. والرسم المبين باللوحة 75 يوضح جناح إحدى حشوات المفصلات.. وفيه يمثل
الشكل الزخرفي الغني جدا جنة الدنيا بأوراقها العديدة المملوءة بالطيور
العديدة وحيوان التنين.. وغيرها من الكائنات العجيبة (الخرافية)، والأغصان
فيها عميقة الحفر وتضمن العديد من الأغصان المحشوة بالزخارف النباتية
الفرنسية الطابع.. والنباتات والأوراق المشكلة منها الأغصان والتي لم تكن
معروفة في هذا الوقت في انجلترا.. وهذا العمل الممتاز هو من طراز
الرومانسك.
ولقد بلغت الزخارف المنقوشة في مادة الحديد والتي صاغها الفنان الفرنسي
المجهول في هذه المفصلة، حدا كبيرا من الجودة والإتقان في تحقيق التماثل،
والتباين، والتنوع، والانسجام أيضا، بالإضافة إلى الإبداعية والإبتكارية،
بدرجة لا يختلف اثنين في الحكم على هذه التحفة الفرنسية بالجمال الأخاذ.
ب - في قصر كوميونالي بسيبنا بايطاليا
حاجز إفريز حديدي من إنتاج عام 1445، والحشوة النباتية المحددة في
الحاجز كما يظهر في صورتها باللوحة 76 أنها غنية بأوراق نباتية تشبه
الصبار، ويتراوح عدد أوراقها الغنية التشكيل بين ثلاثة وأربعة وخمسة أفرع،
ينتهي كل منها بما يشبه السنابل.. وقد صمم الجزء الأسفل من الحشوة ونفذت
أجزاؤه على هيئة زهور هندسية مفرغة ذات الأربع تقسيمات، بداخلها وخارجها
أزهار ثلاثية التقسيم تحصر كل اثنين منها بينها معين هندسي.. وهذه الحشوة
بدورها تشهد بما للفنان الإيطالي في العصر القوطي من كفاءة واقتدار.
ومن اللوحة 77 تظهر بأسفلها حشوة باب، وهمي من الشغل الألماني من القرن
السادس عشر، وتظهر كذلك تفاصيل زخرفية من الشغل الألماني أيضا ولكن من
إنتاج 1724 تقريبا، وكل من الحشوة والتفاصيل مستقى من الموسوعة المذكورة
أيضا.
ج - والحشوة من عصر النهضة الأول
وتظهر فيها الزخارف النباتية واغلبها من الطراز النهضي والباروك.
وإذا قارنا بين هذا العمل وما سبقه نجد أن النباتيات قد اختلفت اختلافا
كبيرا كما إن الوسائل التقنية قد اختلفت كذلك، ولكن الإجادة والتماثل
المصحوب بالتنوع لم يختلف لا من جهة التصميم ولا من جهة التنفيذ.
أما التفاصيل المبينة في صدر اللوحة فهي من عصر الروكوكو من إنتاج
ألمانيا عام 1724 تقريبا.. وقد رؤي إن في إيراد هذه التفاصيل هنا بدلا من
أعمال متكاملة يتيح تفاصيل للمشاهد للإحاطة بعناصر الطراز ومميزاتها
وخصائصها، حيث إن التطبيق كما بدا لنا في الأعمال السابقة ما هو إلا
استخدام هذه العناصر بالطريقة التي يضعها المصمم.. وتوضيحا لهذه النقطة
رأينا هنا لاكتفاء بوضع هذه التفاصيل التي استقيناها من الموسوعة كما سبق
القول.
والملاحظ إن الأزهار وأوراق النبات قد تميزت في هذا الطراز بتخطيطات
شملتها من جميع النواحي مع التبريز البسيط من الخلف، كما تميزت نهايات
الأوراق بصفة خاصة بتمزيقها وثنيها في عدة اتجاهات، بالمخالفة لما كان
متبعا من قبل، ولعل هذا يكون واضحا من المضاهاة. وعموما هذه التفاصيل تعد
مسرفة في النقش والزخرفة اللذين جاءا نتيجة عوامل جمالية غير معمول بها
الآن.. ذلك لان كل عصر وكل زمان له إبداعاته ودوافع لهذه الإبداعات، ويكون
علينا أن نأخذ من التاريخ ما يلائمنا مخلفين وراءنا ما يظل عبرة وهداية على
مر العصور.
2 – الحديد الزخرفي الحديث:
بداية نقول أن هذا الفن كانت له إرهاصات وإبداعات منوعة لا نستطيع
الإحاطة بها في الحيز المخصص لها في هذا الكتاب، ومن هنا لزم الأمر اختيار
أربعة نماذج هي قمة الإبداعات في العصر الحديث.
أ - النموذج الأول في اللوحة 78..
هو لوحة تصويرية مجردة مبينة في اللوحة 78.. وهذه اللوحة قد ضمت عدة صور
لعدة شخصيات مصرية يعبرون عن العمل تارة وعن الفرح تارة كما يعبرون عما
وراء معيشتهم، ويمكن تسميتها علا قات أو بهجة أو إيقاعات مصرية، أو
استلهامات أو سيمفونية أو نحو ذلك، من ذلك يمكن القول أنها مادامت مجرد
أعواد من الحديد ورقائق الصاج نظمت تنظيما تنغيميا خاصا مستلهما من صور
ذهنية لأشخاص مصريين تعبر عنهم تعبيرا رمزيا مجازيا يحوز الإعجاب، فالمصمم
فيها تعمد تصوير الجوهر من وراء حياتهم وسلوكهم دون المظهر، يجمع ما بين
الأفراد في ترابط واتحاد يؤلف بينهم ولا يفرق، يقرب بينهم ولا يباعد..
ويمكن لهذه اللوحة وأمثالها أن تحكي لنا قصصا كثيرة.. كلما أمعنا النظر
إليها.. وجميع القصص التي تستقى منها دائما تكون شيقة.
ب - في اللوحة 79
لوحة أخرى – تابلوه – يبلغ طولها نحو م1980.ضا 2.5 متر، منفذه في مدخل
عمارة بشارع مصدق بالدقي من إنتاج 1980.. فهي إذن بحكم وضعها في مكان مرموق
في العمارة تعد من صميم الأعمال الإنشائية اللازمة للمباني المعمارية،
شانها شان اللوحات الفنية المنفذة على الحوائط بالافريسك الذي كان يبدعه
أجدادنا القدماء.. واللوحة المبتكرة المصورة بأعلى اللوحة وتكبير جزء منها
بأسفلها.. تعد لا موضوعية، وذات وظيفة جمالية مزخرفة متحررة من الإطار ومن
المحاور أيضا وإن كانت تعد عموما شبه مستطيلة، وفي تحريرها من التحديد
بإطار اتخذت موجات مجردة مرتفعة وأخرى منخفضة روعي فيها تحقيق عاملي
التوافق والتنوع في انسجام كبير، ولعلها في ذلك تحقق الاتزان بدرجة كبيرة
رغم غياب المحاور الفعلية .
وعناصرها ذات الوظيفة الزخرفية المجردة قد شكلت في صورة شبه مكررة مالت
إلى التنوع.. وقد وضعت بها عدة كرات وأزهار شكلت من معدن البرونز، ووزعت
على مجال اللوحة باعتدال غير مضبوط ذلك الذي يعتبر نظاما آليا غير محبوب،
واستعمال البرونز يضيف لمادة الحديد السوداء لونا آخر يرتاح إليه الكثيرون
من المشاهدين.
ومن مميزات هذا العمل أنه من النوع الذي تراكب فيه العناصر الشكلية، فهو
يتضمن مستوى أساسي أول يتمثل فيه الزخرفة الحديدية المفرغة المتراصة
عموديا وأفقيا بصورة تمثل الشكل فوق أرضية الحائط الذي توضع عليه.
بالإضافة لهذا يعد هذا العمل من النوع المركب في بنائية عناصره الشكلية
على أساس أعمال الفكر التشكيلي الذي يتناول المسطح كله، والامتداد الطولي
والأفقي, ثم أعمال الفكر في التنغيمات والإيقاعات الخطية وفي معاني العناصر
ومضامينها، وإعمال الفكر عن الفراغات الناشئة عن وضع العناصر الشكلية فوق
أرضياتها بمستوييها الأول والثاني، وكل هذه التعقيدات التي يتميز بها هذا
العمل يمتع بها المشاهد حين تضيف إليه معلومات كثيرة متجددة كلما مر فيها
أمام اللوحة سواء ببطء أو على عجل عند دخوله، وخروجه من العمارة.
ج - وفي اللوحتين رقما 80، 81
خمسة أعمال حديدية زخرفية تشمل صورا تعبيرية بالخطوط لأشخاص احدهم
يمارس لعبة الشيش والثاني يمارس الرقص التوقيعي والباقون جميعا يمارسون
اللعب على الآلات الموسيقية، وجميع هؤلاء الأشخاص مصممين على إن يؤدوا
أعمالهم بخطوط تنفصل وتواصل وتنقطع كلما أراد المصمم إن يبرز حركة أو جزء
من آلة أو عضو من الجسد، مراعيا فيها الاختصار التام والإيجاز التام كذلك..
فالتعبير هنا واضح فيه أن يقول الخط أو العدد الحديدي فيه الكثير من
المعاني بأقل عدد من الخطوط واقل عدد من الحركات، مركزا فيه على محتوى
الشكل وفلسفة المضمون في علاقة تضامنية رفيعة وعالية المستوى.. وإن في
تنفيذ مثل هذا الزخرف من أعواد الحديد فقط لكفيل بأن يرضي المشاهدين وبخاصة
رفيعي الثقافة أكثر من غيرهم ومن مميزات هذا التصميم وبخاصة ما في اللوحة
81 قابليته الكبيرة لتقبل اضافات من كتل رقائق الصاج في بعض المواضيع كما
هو الحال في اللوحتين 78، 79 وعندئذ يكون على مستوى رفيع من الجودة الشكلية
ويلقى التقدير من كثير من ذوي الثقافات العالية أيضا.
المصدر بوابة نوكيا
مواضيع مماثلة
» فن النحت بمادة الحديد
» فن الزخرفة بالفضة
» فن الحديد في مجال العمارة
» الزمالك يهزم السكه الحديد بالثلاثه
» فن الزخرفة بالفضة
» فن الحديد في مجال العمارة
» الزمالك يهزم السكه الحديد بالثلاثه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى