..::عرب سيد 4::..
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منزلة الصحابة لا يعادلها شيء

اذهب الى الأسفل

منزلة الصحابة لا يعادلها شيء Empty منزلة الصحابة لا يعادلها شيء

مُساهمة من طرف ابو على الإثنين 28 مارس 2011, 11:51

منزلة
الصحابة لا يعادلها شيء...

تعظيم
الصحابة ومعرفة قدرهم أمر مقرر عند كبارهم ، ولو كان اجتماع الرجل به -
صلى الله عليه وسلم - قليلا ، رضي الله عنهم .




قال
الحافظ بن حجر ذاكرا ما يدل على ذلك : (( فمن ذلك ما قرأت في كتاب " أخبار
الخوارج " تأليف محمد بن قدامة المروزي - ثم ذكر سنده - إلى أن قال : عن
نبيج العنزي عن أبي سعيد الخدري ، قال : كنا عنده وهو متكئ ، فذكرنا عليا
ومعاوية ، فتناول رجل معاوية ، فاستوى أبو سعيد الخدري جالسا ، فذكر قصته
حينما كان في رفقة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أبو بكر ورجل من
الأعراب - إلى أن قال أبو سعيد - : ثم رأيت ذلك البدوي أتي به عمر بن
الخطاب وقد هجا الأنصار . فقال لهم عمر : لولا أن له صحبة من رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، ما ادري ما نال فيها لكفيتكموه ( رواه أحمد 3 / 51 دون
كلام عمر ، ورواه بلفظه علي بن الجعد 2 / 956 ، قال الهيثمي 4 / 92 : رجاله
ثقات ، وعزاه ابن حجر ليعقوب بن شيبة كما في إسناده عنه ، وعزاه شيخ
الإسلام لأبي ذر الهروي الصارم المسلول 590 ) قال الحافظ : ورجاله ثقات .


فقد
توقف عمر رضي الله عنه عن معاتبته ، فضلا عن معاقبته، لكونه علم أنه لقي
النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي ذلك أبين شاهد على أنهم كانوا يعتقدون أن
شأن الصحبة لا يعدلها شيء.


حدثنا
وكيع ، قال : سمعت سفيان يقول في قوله تعالى : { قل الحمد لله وسلم على
عباده الذين اصطفى } قال : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . ( الآية في
النحل 59 ، والأثر عند الطبري 20 / 3 ط دار المعرفة ، وانظر ابن كثير 3 /
369 ط المعرفة ) . )) .


انتهى
من الإصابة . ( 1 / 20 - 22 )






فهذا
الاصطفاء والاختيار أمر لا يتصور ولا يدرك ولا يقاس بعقل ، ومن ثم لا مجال
لمفاضلتهم مع غيرهم مهما بلغت أعمالهم .


قال
ابن عمر : (( لا تسبوا أصحاب محمد ، فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم
أربعين سنة )) . ( رواه أحمد في فضائل الصحابة 1 / 57 ، ابن ماجة 1 / 31 ،
وابن أبي عاصم 2 / 484 ، والخبر صححه البويصيري في زوائد ابن ماجة 1 / 24 ،
والمطالب العلية 4 / 146 ، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة 1 / 32 ) .


وفي
رواية وكيع : (( خير من عبادة أحدكم عمره )) .






وقد
ذهب جمهور العلماء إلى أن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل ، لمشاهدة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، أما من اتفق له الذب عنه ، والسبق إليه بالهجرة ، أو
النصرة ، أو ضبط الشرع المتلقى عنه وتبليغه لمن بعده ، فإنه لا يعدله أحد
ممن يأتي بعده ، لأنه ما من خصلة إلا وللذي سبق بها مثل اجر من عمل بها من
بعده ، فظهر فضلهم .( فتح الباري 7 / 7 ) .






قال
النووي : (( وفضيلة الصحبة - ولو لحظة - لا يوازيها عمل ، ولا تنال درجتها
بشيء ، والفضائل لا تؤخذ بالقياس ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )) . ( شرح
أصول اعتقاد أهل السنة للاكائي 1 / 160 ) .


أيضا
التزكية الداخلية لهم من الله عز وجل ، العليم بذات الصدور ، مثل قوله
تعالى : { فعلم ما في قلوبهم } ، وقبول توبتهم { لقد تاب الله عن النبي
والمهاجرين والأنصار} ، ورضاه عنهم { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك
تحت الشجرة } . . . الخ ، كل ذلك اختصوا به ، فأنى لمن بعدهم مثل هذه
التزكيات ؟


لكن
قد يقول قائل : لقد وردت بعض الروايات الدالة على خلاف ما ذكرت ( من أشهر
من قال ذلك الإمام ابن عبد البر ، والاستدلال المذكور هو من أقوى
استدلالاته ، والجمهور على خلافه كما ذكرنا ) ، مثل قوله صلى الله عليه
وسلم في حديث أبي ثعلبة : (( تأتي أيام للعامل فيهن أجر خمسين )) . قيل
منهم أو منا يا رسول الله؟. قال : (( بل منكم )) . ( رواه أبو داوود 4341 ،
والترمذي 2 / 177 ، وابن ماجة 4014 ، وابن حبان 1850 ، قال الترمذي : حديث
حسن غريب ، صححه الألباني بشواهده -الصحيحة 494 ) .






وكذلك
ما روى أبو جمعة رضي الله عنه ، قال : قال أبو عبيدة : يا رسول الله أحد
خير منا ؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك ؟ . قال : (( قوم يكونون من بعدكم يؤمنون
بي ولم يروني )) . ( رواه أحمد والدارمي 4 / 106 ، والطبراني 4 / 22-23 ،
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي 4 / 85 ، قال ابن حجر : إسناده حسن - الفتح 7 /
6 . انظر الفتح الرباني 1 / 103 -104 ).






وقد
جمع العلماء بين هذه الأحاديث والأحاديث السابقة من عدة وجوه ، أهمها :


الوجه
الأول : حديث (( للعامل فيهن أجر خمسين )) لا يدل على الأفضلية ، لأن مجرد
زيادة الأجر على بعض الأعمال لا يستلزم ثبوت الأفضلية مطلقا .




الوجه
الثاني : أن المفضول قد توجد فيه مزايا وفضائل ليست عند الفاضل ، ولكن من
حيث مجموع الخصال لا يساوي الفاضل .






الوجه
الثالث : يقال كذلك : إن الأفضلية بينهما إنما هي باعتبار ما يمكن أن
يجتمعا فيه ، وهو عموم الطاعات المشتركة بين سائر المؤمنين، فلا يبعد حينئذ
تفضيل بعض من يأتي على بعض الصحابة في ذلك ، أما ما اختص به الصحابة رضوان
الله عليهم وفازوا به ، من مشاهدة طلعته صلى الله عليه وسلم ورؤية ذاته
المشرفة المكرمة ، فأمر من وراء العقل ، غذ لا يسع أحد أن يأتي من الأعمال
وإن جلت بما يقارب ذلك فضلا عن أن يماثله . ( الصواعق المحرقة للهيثمي ) .






الوجه
الرابع : إن الرواة لم يتفقوا على لفظ حديث أبي جمعة ، فقد رواه بعضهم
بلفظ الخيرية كما تقدم ، ورواه بعضهم بلفظ (( قلنا يا رسول الله هل من قوم
اعظم منا أجرا ؟ )) أخرجه الطبراني .


قال
الحافظ في الفتح : (( وإسناد هذه الرواية أقوى من إسناد الرواية المتقدمة
)) ، وهي توافق حديث أبي ثعلبة ، وقد تقدم الجواب عنه والله أعلم .






وأخيرا
: ينبغي التنبيه في آخر هذه الفقرة إلى أن الخلاف بين الجمهور وغيرهم في
ذلك لا يشمل كبار الصحابة من الخلفاء ، وبقية العشرة ، ومن ورد فيهم فضل
مخصوص ، كاهل العقبة وبدر وتبوك . . الخ .


وإنما
يحصل النزاع فيمن لم يحصل له إلا مجرد المشاهدة . ولذلك استثنى الإمام ابن
عبد البر أهل بدر والحديبية .( فتح الباري 7 / 7 ).


المصدر موقع نصرة محمد رسول الله
ابو على
ابو على
المدير العام
المدير العام

عدد المساهمات : 10509
نقاط : 39702
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2009
العمر : 44
الموقع : https://arabseed4.yoo7.com

https://arabseed4.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى