..::عرب سيد 4::..
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع أولاده -

اذهب الى الأسفل

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع أولاده -  Empty هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع أولاده -

مُساهمة من طرف ابو على السبت 01 يناير 2011, 20:42

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع أولاده .
قالت
عائشة بنت الشاطئ رحمها الله : كان محمد النبي صلى الله عليه وسلم
القدوة الصالحة للمؤمنين والمثل الأعلى فيهم، فرأى المسلمون من أفعاله
وسمعوا من أحاديثه ما لمس أعمق مشاعر الأبوة فيهم ، واستثار أنبل ما في
نفوسهم التي جبلت على توقير الآباء ورعاية الأبناء )) [1].

نعم
أنها جانب من السنة النبوية يمكن أن نطلق عليه السنة الاجتماعية ، نجد كتب
السيرة والشمائل حافلة بها لأهميتها وحاجة الناس إلى معرفتها و الاقتداء
بها ، وفيما يلي صور من تعامله صلى الله عليه وسلم مع أولاده .


•محبته لأولاده صلى الله عليه وسلم :
مما يلفت نطر القارئ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع أولاده تلك
المحبة العظيمة التي كان يحبها أولاده جميعا بلا استثناء ، ولم يكن يفرق
بين البنين منهم والبنات ، رغم عيشه في مجتمع لا تعطي للبنات أي حق ، و لا
تعرف لهن أي منزلة .

وقد
تحدث القرآن الكريم عن عادات العرب في زمن الجاهلية ، قال تعالى :
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ
كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ
أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا
يَحْكُمُونَ } [2]، ولا شك إن هذا الموقف من البنات معارضة صريحة للحكمة
الإلهية والمشيئة الربانية ، قال تعالى : {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ
لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً
وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } [3].

قال
ابن القيم رحمه الله : فقسم الله سبحانه حال الزوجين إلى أربعة أقسام
اشتمل عليها الوجود ، وأخبر أن ما قدره بينهما من الولد فقد وهبهما إياه ،
وكفى بالعبد تعرضا لمقته أن يتسخط ما وهبه ، وبدأ سبحانه بذكر الإناث ،
فقيل : جبرا لهن لأجل استثقال الوالدين لمكانهن ، وقيل و هو أحسن : إنما
قدمهن لأن سياق الكلام أنه فاعل ما يشاء ، لا ما يشاء الأبوان ، فإن
الأبوين لا يريدون إلا الذكور غالبا ، وهو سبحانه قد أخبر أنه يخلق ما يشاء
، فبدأ بذكر الصنف الذي يشاء ولا يريده الأبوان .

وعندي
وجه آخر – والكلام لابن القيم – وهو أنه سبحانه قدم ما كانت تؤخره
الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدوهن ، أي هذا النوع المؤخر عندكم مقدم
عندي في الذكر ، وتأمل كيف نكر سبحانه الإناث ، وعرف الذكور ، فجبر نقص
الأنوثة بالتقديم ، وجبر نقص التأخير بالتعريف ، فإن التعريف تنويه كأنه
قال ويهب لمن يشاء الفرسان الأعلام المذكورين الذين لا يخفون عليكم ، ثم
لما ذكر الصنفين معا قدم الذكور إعطاء لكل من الجنسين حقه من التقديم
والتأخير والله أعلم بما أراد من ذلك )) [4].

وقالت
عائشة بنت شاطئ رحمها الله منوهة بتكريم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
للمرأة :وكانت أبوته لبنات أربع قدوة صالحة للمؤمنين برسالته التي أعزت
الأنوثة ، وقررت لها من الحقوق ما لا تطمح إلى مثله نساء العصر الحديث ))
[5].

وما
اشتهر من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبناته وخاصة أصغرهن فاطمة
رضيَ الله عنها ، خير شاهد على هذا التكريم والتنويه بالنساء ، عن عائشة
رضيَ الله عنها قالت :كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده لم يغادر
منهن واحدة ، فأقبلت فاطمة
تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ، فلما رآها
رحب بها فقال :مرحبا بابنتي )) ثم أجلسها يمينه أو عن شماله ، ثم سارها
فبكت بكاء شديدا ، فلما جزعها ، سارها الثانية فضحكت ، فقلت لها : خصك رسول
الله صلى الله عليه وسلم بين نسائه بالسرار ، ثم أنت تبكين ؟ فلما قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها ما قال لك رسول الله صلى الله عليه
وسلم ؟ قالت : ما كنت أفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره ، قالت :
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : عزمت عليك بما لي عليك من
الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : أما
الآن فنعم ، أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه
القرآن في كل سنة مرة أو مرتين ، وأنه عارضه الآن مرتين ، وإني لا أرى
الأجل إلا اقترب فاتقي الله واصبري ، فإنه نعم السلف أنا لك ، قالت : فبكيت
بكائي الذي رأيت ، فلما رأى جزعي سارني الثانية ، فقال :يا فاطمة أما ترضي
أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة )) قالت : فضحكت ضحكي الذي رأيت )) [6].



ومن فوائد الحديث : ترحيب
النبي بها و إفساحه لها في مجلس نسائه ، و إجلاسها عن يمينه لإكرامها ،
وفيه أيضا علامة من علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم لبنته فاطمة
الزهراء حيث خصها بأن سارها بين نسائه بهذه البشارة العظيمة .


ومن
مظاهر محبته صلى الله عليه وسلم لأولاده الفرح والسرور بولادتهم ، فقد
كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرح أشد الفرح ويسر سرورا بما يرزقه الله
تعالى من الأولاد ، ولما ولد إبراهيم جاء إليه أبو رافع فبشره ، فوهب له
رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا . [7]


قال
ابن القيم رحمه الله :وفي قصة مارية وإبراهيم أنواع من السنن )) وذكر منها
:البشارة لمن ولد له مولود بولده ، استحباب إعطاء البشير بشراه )) [8].


ولما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أصحابه رضيَ الله عنهم بضيفه الكريم الذي حل في بيته الشريف ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم )) [9].

ومن فضائل خديجة رضيَ الله عنها
على أكثر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنجبت لرسول الله صلى
الله عليه وسلم من الولد ، وقد عد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من
مزاياها ، فقال صلى الله عليه وسلم قد آمنت بي إذ كفر بي الناس ،
وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله
ولدها إذ حرمني أولاد النساء )) [10].


ومن
أمارات فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وسرور بنعمة الأولاد شكر الله
تعالى بعق الولد بأن يذبح عن الذكر شاتين ، وعن الأنثى شاة واحدة ، قال ابن
الحاج رحمه الله تعالى : صلى الله عليه و سلم وكان لا يدع العقيقة عن
المولود من أهله ، ويأمر بحلق رأسه يوم السابع ، وأن يتصدق عنه بزنة شعره
فضة ) [11].


ومع
كل هذا الحب للولد ومن تلد له من النساء فإنه صلى الله عليه وسلم لم يعير
أحدا من نسائه بأنه لم تلد له ، ولم ينقص ذلك من محبتهن شيئا ، ولا من
حقوقهن الزوجية الأخرى ، وذلك من كمال إيمانه بقضاء الله وقدره وحسن خلقه
وعشرته لنسائه .


فكثير
من الرجال إذا ابتلوا بعقم أزواجهم أو تأخر إنجابهن للأولاد تسخطوا من ذلك
، وآذوا نساهم بالقول والفعل ، وربما فرطوا في كثير من حقوقهن ، وهذا
ينافي كمال الإيمان بالله تعالى ، فإن العقم أوتأخر الإنجاب من قضاء الله
وقدره كما قال تعالى في محكم تنزيله {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ
لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً
وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } [12]، ويدل هذا
التصرف أيضا على سوء الأخلاق والعشرة ، فإن الحياة مليئة بالابتلاءات ،
ويجب على المسلم أن يتحلى بالإيمان بالقضاء والقدر ، وبالصبر على المصائب ،
ثم الأخذ بما تيسرت من الأسباب لدفع و إزالة تلك المصائب .


--------------------------------------------------------------------------------
[1]تراجم سيدات بيت النبوة ص 438
[2]سورة النحل الآيتان 58 ، 59
[3]سورة الشورى الآية 49 ، 50
[4]تحفة المودود بأحكام المولود ص 20
[5]تراجم سيدات بيت النبوة ص 487
[6]صحيح مسلم ( 4 / 1904 )
[7]الطبقات الكبرى ( 1 / 135 )
[8]تحفة المودود ص 105
[9]صحيح مسلم ( 4 / 1807 )
[10]مسند الإمام أحمد ( 6 / 117 )
[11]المدخل لابن الحاج ( 3 / 225 )
[12]سورة الشورى الآية 49 ، 50



منقول من موقع نصرة محمد رسول الله؟
ابو على
ابو على
المدير العام
المدير العام

عدد المساهمات : 10509
نقاط : 39702
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2009
العمر : 44
الموقع : https://arabseed4.yoo7.com

https://arabseed4.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى